“إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ”

ليبرالية مزعومة..وحُريات هَشة

بقلم/ أحمد القاضى

وما فائدة حُرية الرأي والإعتقاد إذا؟ً.. وما معنى قولكمأنك حُر مالم تضُر؟

في كُل الدول العظمى والمتقدمة يتشدقون دوماً في مؤتمراتهم ومناظراتهم بالحريات والكرامة الإنسانية ولكننا على النقيض نتفاجئ بواقعٍ مُغايرٍ لما يقدموه لنا من حيث الحجر على الأديان والأعراق واللون والنوع دون مبرر وليس ما حدث في مايو الماضي من مقتل المواطن الأسمر جورج فلويد في مدينة مينيا بوليس بالولايات الامريكية ببعيد..علاوة على ما تم من إضطهاد أقلية الإيغور المسلمة في إقليم شينجيانغ غرب الصين في حملة إبادة جماعية وسط صمت دولي مُريب، عن أي حريات تتحدوثون يا أفاضل؟!!

وهل التشكيك في محارق الهولوكوست يُعد جريمة بينما إهانة رسول الإسلام (صلى الله عليه وسلم) يندرج تحت حُرية التعبير؟

إن رسول البشرية ورحمة الله المهداة للأرض لا يُقبل إطلاقا أن يكون مادة للسخرية والإستهزاء بين الحين والآخر، فكما أوجب علينا رسولنا  إحترام الكبير والعطف على الصغير، على نفس القياس وجب على من نتعايش معهم تقديرنا وإحترام رموزنا، وإنني هنا لست بصدد الدفاع عن رسول الإنسانية محمداً صلى الله عليه وسلم، فكما حفظ الله كتابه العزيز بقولهإِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَفكذلك قال عز وجل عن رسولنا الكريمإِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَأيأَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُوبما ان تلك الهجمات ليست الأولى من نوعها فهي أيضاً لن تكون الأخيرة، فعلى مقدار قدر النبي المصطفى ستستمر الأحقاد والأغلال إلى يوم يبعثون، ولكن علينا كمسلمين ونحن مُقدرين لقدر نبينا المجتبى أن نُعبر عن إستيائناورفضنا التام لكل أنواع الإساءة مع إعمال العقل في ذات الوقت وتقديم فكراً مستنيراً للتعبير عن الاستنكار والاستهجان، فكراً مختلفاً يكون أرقى مما يُقدمه دُعاة الليبرالية الزائفة ورواد الحريات في العالم المتقدم المزعوم.

إن لكل مُعتقد مُريدين ومُؤيدون ومُتعصبون..وليس من المقبول إزدراء أي دين أو مُعتقد مهما كان عدد من يعتنقوه، قل ذلك أو كثر، هكذا تعلمنالَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ” – كي لا يكون ذلك ذريعةً لأي مُتطرف أو مُتعصب لأرتكاب أي عمل إجرامي غير محمود العواقب ، فإن واجب العُقلاء في كل أنحاء العالم مؤسسات وأفرادًا إدانة هذه الإساءات التي لا تمتّ إلى حرية التعبير والتفكير بصلة، وإنما هي محض تعصبٌ مُقيت، وخدمة مجانية لأصحاب الأفكار المتطرفة ليدلوا بدلوهم ويعبروا عن غضبهم بطريقتهم الممقوتة، كما أن التصريح حينما يخرج من مسئول كبير على رأس دولة عُظمى لها ثِقلها وتاريخها بطبيعة الحل سيكون مُختلفاً عما إذا كان رأياً شخصياً يعبر عن صاحبه فقط.

ألم تعلمونا في مدارسكم وجامعاتكم وكتبكمأن حُريتك تنتهي عندما تبدأ حُرية الآخرينوإنه عليك إحترام الآخر ومعتقداته مهما بلغت من الخلاف معه أين ذلك من التطبيق العملي الواقعي؟؟ للأسف هي مجرد شعارات واهية لمفرادت بالية.

رسولنا هو قدوتنا:

  • إن قُدوتنا.. جلس على رُكبتيه يواسي طفلاً مات عصفوره . عن أي رقة نتحدث
  • إن قُدوتنا.. زار يهودياً مريضاً.. تغيّب يوماً عن إيذائه.  عن أي تسامح نتحدث
  • إن قدوتنا ..رغم الإيذاء الشديد فلم يدع على أمته قط حينما عُرض عليه عذابهم واستئصالهم بين الأخشبين فقال بل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله لا يشرك به شيئا. عن أي عفو نتحدث
  • إن قدوتنا.. حَرّم كل إنتقاص أو تكذيب لأي نبي من أنبياء الله، كما نهى عن التعرض للرموز الدينية في قول الله تعالى🙁 وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ). عن أي دين نتحدث

طبت حيا وميتا.. بأبي أنت وأمي يا رسول الله

  • عُذراً يا سادة..إن إزدراؤكم للأديان أضحى عادة،
  • أوليس في دستور بلادكم الموقر حقٌ مكفولٌ للعبادة،
  • أم أن حرية التعبير لديكم.. هي العُري على حٌمرة السجادة،
  • وهل من يخرج عن نفوذكم يكون مصيره الحتمي..الإبادة،
  • تقتلونهم وتتقبلون عزائهم وأنتم تحتسون قهوتكم السادة،
  • إنه لحق يقين أن من يخالفكم الرأي يُسحل ويُضرب بالبيادة،
  • أما من يخضّع ويُرائي ويُداهن لكم فسيٌكرم ويتوشح بالقلادة،
  • فكفاكم إهانة لرموزنا فلم يبقى في قوس الصبر منزع وفاض الكيل بزيادة،
  • أحلالٌ لقائدكم سبُ قُدوتنا وحرام علينا الخَوّض في حق السيادة،
  • تبقى كلمات الرجلُ عهداً، لكن بئس أن تخرج من لسان القيادة،
  • فلتذهب ليبراليتكم للجحيم فلا تطبيقٌ لها ولا عائدٌ ولا حتى إِفادة..

لقد كنت حتى قريباً مَاكرون Macron ..والآن أصبحت مايكرون Micron

سيدي مَاكرو لا تُسئ.. لا تُهين.. حتى لا تصبحوا لدّينا مَكرُوهين

إلا رسول الله

مقالات ذات صلة

‫4 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى