حلمي سيد حسن يكتب: انظر حولك
ارتبطت كلمه انظر حولك علي مدار الأعوام السابقة بما تنجبه من سيدات مصر من الأطفال لدرجه انه كان يأتي إلي الدنيا طفل كل 15 ثانيه مما جعل الدولة تضج وتصرخ من كثره الإنجاب معلله ذلك أن هذه الزيادة تلتهم ما تحققه الدولة من انجازات وقد يؤثر ذلك علي نسبه الاقتصاد وبجعله دائما اقتصادا متزبزب ويؤثر ذلك أيضا علي دخل الاسره مما دفع الحكومة لتوعيه المواطنين بعدم الزيادة والإفراط في الإنجاب 0فقررت عمل بعض الإعلانات ومنها (انظر حولك ) وجابت تلك الإعلانات النجوع والكفور والقرى وحتى الأماكن الحضارية .
وقد لاقت هذه الإعلانات استحسان كبير لدى الكافة وأصبحت لديها نتائج ايجابية كبيرة عادت عوائدها على الدولة كافة وعلى الأفراد الذين التزموا بالحد من الإنجاب بصفة خاصة .
ولكن حينما حاولت أن انظر حولي اليوم أو بلغة وأسلوب اليوم وجدتني فى حيرة شديدة جداً … علام انظر … ولمن انظر …. وأين شئ انظر
وما هى الطريقة الصحيحة حتى انظر ، وما علاقة كوني انظر بما يدور على لساحة ، فقد خرجنا من منظور النظر للإنجاب الى منظور النظر للهباب وأدركنا وعينا الصادق أننا أصبحنا ننظر لكل ما هو قبيح في المجتمع ونتجاهل الأشياء الجميلة التى تستحق من النظر وتستحوذ عليه .
أصبحنا ننظر إلى ما يسمى ( التيك توك ) على شبكات التواصل الاجتماعي لفتيات عاريات الأخلاق ومنقبات منزوعة القيم والمبادئ ولا تراعى حرمه ولا دين ولا حتى أولادها ولا تعي احترام ما ترتديه من نقاب معلله تحليلها لما يحدث من بعض الفتيات من اجل نسبة مشاهدة عاليه ( الريتش ) قد تجلب الأموال ..
أصبحنا ننظر لبعض مدعى الاغانى الهابطة والتي أسأت بل وتسئ الى مسامعنا ومجتمعاتنا وتهدم حضارات سنوات عديدة حاربوا عظماء من اجلها لأحياء وارتقاء الذوق العام .. هذا بالإضافة عما نسمعه منهم من تصرفات لا تمت الى كونهم أصحاب ذوق او رسالة يؤدنها كي تسعد او ترقى بالذوق العام الذي أصبح عملة صعب الحصول عليها بل و بعيدة المنال والأغرب أننا نجد من يساندهم ويدافع عنهم ويجعلهم دائما فى مشهد الصدارة .
وحين أمعنا النظر حولنا وجدنا ان هناك أعلاما وفضائيات ولكنها أسوئها هو الأعلام المصري الذي كان جامعة كبرى وتخرج منه اكبر مذيعي ومعدي الأعلام .. نجد ان القنوات الفضائية فى وادي لسرد الأحداث الجارية في المجتمع والأعلام المصري فى وادي أخر ومذيعين لا يجيدون تحضير ما يقدمونه من برامج لدرجة أنهم يخطئون في قراءة ( الاسكربت) وهذا دليل على عدم قرأته ولو لمرة واحدة قبل الهواء بالإضافة لكم الأخطاء اللغوية الذين تنطق بها السنتهم وهم غير عابئين بذلك لدرجة ان هناك أخطاء تظهر على شريط الأخبار ولا حياة لمن تنادى .. وتساءلت عما يسمى بقطاع الإنتاج الذي أتحفنا بأروع البرامج والمسلسلات وجدته قد دفن في ارض يابسة ولا عودة لرجوعه أبدا الا اذا حدثت معجزة واستنجدنا بالشيخة المغربية حتى توقظه من مرقده وربما تجد من سرقه فتحاول أعادته إلينا …
ولكنى تحديت نفسي وحاولت ان انظر لمن حولي فوجدت أن هناك اثارا وحضارة يشهد لها العالم اجمع ولاكني لم اجد من يجيد التسوق لهذه الآثار ومعرفة العالم بها على الرغم من كثرتها التي تبلغ أكثر من ثلث أثار العالم نتحدث عنها ولا نعرف الترويج لديها حتى نكتسب اكبر طائفة سياحية تجوب حول العالم .
وحينما أومأت الى نفسي وتلفت كي أمعن النظر فى من حولي فوجدتني وكأني مربوط فى ساقية الحياة الاقتصادية التى أصابت كافة البشر من ارتفاع فى كافة الأسعار ولكافة المنتجات التى يستخدمها الإنسان على الرغم من معاناة الدولة ومحاولة إيجاد حلول ايجابية لا معنى لها سوى التحصيل والارتفاع الدائم للضرائب التى أصبحت عبئ كامل على كاهل الأسرة المصرية ولم نجد من يفكر فى إيجاد حلول ايجابية او ان يكلف المواطن أعباء غير أضافية أخرى على الرغم من ان مصر حباها المولى تعالى بخيرات لا توجد فى اى بلد فى الدنيا .
فكلنا يعلم ان مصر وحدودها البحر الأحمر والبحر المتوسط وبها كافة أنواع المعادن من دهب وحديد ومنجنيز ونحاس وألمونيوم وكافة الأنواع بالإضافة لأنها تملك جبل الجلالة الذي يحوى أعظم رخام في العالم وجبل السكري للذهب ورمال بيضاء ورمال سوداء وأراضى زراعية وكل ما يخطر على البال وبالأحرى هي ان بداخل أراضيها خزائن الأرض وحقول الغاز ومنها حقل زهر واكتشافات بترولية عديدة فى الصحراء الغربية والأعظم من هذا كله هو الإنسان .
الإنسان الطاقة البشرية العظيمة من أبناء شباب هذه ألامه الذي جعلنا منهم مندوبي مبيعات سواء علينا او عبر التواصل الاجتماعي على الرغم ان من بينهم مواهب لا تقدر ولا تحصى ولا تستفاد منهم الدولة سوى حصره أهاليهم عليهم بعد ان علموهم وصرفوا عليهم جعلت منهم الأقدار بائعين او أصحاب عربات سندوتشات تكدست بهم الطرقات وأوغلت منهم الصحافة حكايات .
واستدرت قليلا وأطلت النظر حولي بل وفى من حولي وجدتني انا الذي أتحمل كل هذه التراهات وذاك من فكرٍ لا يرقى إلى التغيير على مدار العصور ورغم تعاقب الحكومات الا ان الفكر الروتيني أصبح ملازم لدينا ولا نعرف كيف الخلاص منه .
وجدتني انا … القابع الصامت الذي لا حول له ولا قوة لاننى لا املك حتى طرح الرؤى الصائبة .. لعل وعسى ان تكون مناراً يحتذي به .
ولذلك مازلت انظر حولي علني اجد نفسي فى منحنى طريق او فى درب عتيق او حتى بين كلماتي التي ارجوها في يوماً ان تصيب .
وتحيا مصر