شوكت كمال يكتب : زي النهارده

هذا عنوان لعمود صحفي يحرره الزميل الأستاذ ماهر حسن في جريدتنا الغراء «المصري اليوم»، وفيه يعرض لتاريخ ميلاد شخصية من الشخصيات العامة وأهم الأحداث والأعمال التي قاموا بها وتاريخ وفاتهم، وهو من الأعمدة المقروءة بالجريدة.

وهذا يدعونا إلى أن نؤصل هذا في حياتنا مع الشخصيات المؤثرة التي نعيش معهم أو فقدناهم، ففي مثل هذا اليوم من شهر يونيو عام 2019 توفي خالي الحبيب الأستاذ محمود ضحى، وهو فى الثانية والسبعين من عمره، بعد حياة حافلة بالنجاحات والأعمال الطيبة التي قدمها في خدمة العلم وأهل بلده ومركزه ومحافظته، حيث أُحيل إلى المعاش بعد أن أصبح مديرًا للإدارة التعليمية بميت سلسيل بمحافظة الدقهلية.

قد تكون شهادتي فيه مجروحة؛ فهو خالي، والطبيعي أن أحبه وأذكره بكل خير، ولكنها ليست شهادتي وحدي؛ فمعظم بل جميع من تعامل معه أثنى على خلقه وبذله الخير وتقديمه يد العون لكل محتاج يلجأ إليه، وهذا ما سمعته أذناي يوم وفاته.

ومما استفدته أنا شخصيًّا من خالي الحبيب علمه؛ فقد درَّس لي اللغة العربية، حيث كان معلمًا للغة العربية، وأحطت بأشياء لم يكن لي علم بها من قبل؛ اعتمادًا على أسلوبه الشيق في الشرح القائم على المناقشة وطرح السؤال وليس التلقين، وقد التحقت بكلية دار العلوم بناء على نصيحته رغم أنني كنت أريد دراسة القانون.

بعد أن تخرج خالي فى كلية اللغة العربية جامعة الأزهر التحق بحقل التدريس ليعمل معلمًا للغة العربية بمحافظة الفيوم، ويتقاضى أجرًا ثمانية عشر جنيهًا يقتات منه وزوجته، ومنها إلى القاهرة ثم السعودية إلى أن عاد إلى دمياط وأخيرًا الدقهلية.

رحلة طويلة في الحقل التعليمي التي كان فيها كثير من التجارب حكى لي جانبًا منها؛ فقد قال لي إنه في بداية عمله بالتدريس كان يحضر حصصًا للمعلمين الأوائل يسمع منهم ما يشرحونه من دروس لأبنائهم من الطلاب، وهذا يعلمنا أن نستفيد ممن يكبروننا، خاصة في مجال عملنا؛ حتى ننجح في حياتنا.

نعم إننا زائلون؛ فليس في الدنيا خلود لأحد، وهذا الزوال يكون بالجسد، ولكن ما نصنعه في الحياة يبقى أثره بين الناس ولا ينتهي؛ فلنحرص على أن يكون لدينا هدف نحققه وأن يكون لحياتنا قيمة ونفع لنا ولغيرنا.

وفي حديث ابن عمر أنه جاء رجل يسأل رسول الله، صلى الله عليه وسلم: أيُّ الناس أحبُّ إلى الله؟ فقال: أحبُّ الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحبُّ الأعمال إلى الله، عز وجل، سرور تدخله على مسلم، تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخٍ في حاجة، أحبُّ إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد، يعني مسجد المدينة شهرًا».

اللهم ارحم واغفر لخالي الحبيب ولكل من فقدناهم من أحبائنا وكان لهم الأثر الطيب في حياتنا.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى