روچينا فتح الله تكتب: قوات المظلات.. مدرسة الانضباط وصناعة المقاتل

من اللحظة الأولى لدخولنا إلى معسكر قوات المظلات، شعرت أنني أمام نموذج حي للانضباط والجدية. لم يكن الاستقبال مجرد مراسم بروتوكولية، بل كان رسالة عميقة مفادها أن هؤلاء الرجال يؤمنون بأن العمل العسكري ليس مجرد وظيفة، بل هو عقيدة ورسالة حياة.

ما شدّني حقًا هو تفاصيل التدريب؛ من الفتح الأمامي الجوية والخاصة إلى وحدة القفز الحر، ومن ميادين التدريب المتنوعة إلى عمود الهواء الذي ظل شاهدًا منذ عام 1998 على أجيال من المقاتلين. كل تفصيلة هنا تقول إن صناعة المقاتل ليست مجرد تدريبات بدنية، بل بناء نفسي وذهني وروحي.

قوات المظلات لا تدرّب رجالها فقط على القفز من السماء، بل تدرّبهم على التحليق فوق التحديات. في كل خطوة، كان واضحًا أن الهدف ليس إعداد مقاتل قادر على تنفيذ مهمة عسكرية فحسب، بل إعداد إنسان يعرف معنى التضحية، ويقدّر قيمة الوطن.

الختام كان له مذاق مختلف، حين قُدمت لنا الهدايا التذكارية. قد تبدو هدايا بسيطة في ظاهرها، لكنها في جوهرها تعبير عن تقدير عميق ورسالة غير مباشرة: أنتم شركاء في حمل الصورة الحقيقية لهذه القوات إلى المجتمع.

خرجت من الزيارة وأنا على يقين أن قوات المظلات المصرية ليست مجرد وحدة قتالية، بل هي مدرسة وطنية كبرى تُعلّم معنى الانتماء والإصرار والإرادة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى