محمد مطر يكتب: يا من يحن إليكِ فؤادي
تتملكني رغبة شديدة بالبوح بأحاديث داخلية كثيرة على طرف لساني، وقد صمت عنها طويلًا، والآن تجتاحني رغبة شديدة في إبراء ذمتي، ولا أعرف إن كانت فلسطين ستقبل مني براءة ذمتي أم لا؟ ولكني أشهد الله يا فلسطين أني ما خنت، وما صالحت، وما فرط، وما طبعت.
لكني أقر بأن قلة حيلتي عاري، وعجزي عن الشهادة في سبيل الحق عاري، أشهد الله يا فلسطين أن حصارك وجوعك وعطشك هو عاري.
يا غزة إن وجهي منك في وحل العجز الكافر.
يا غزة أشعر أن نومي في دفءٍ وأنت تتلفحين الفضاء خيانة، احتساء قهوتي في الصباح وأنت في عطش خيانة، لهفتي على ابني وأنت ثكلىٰ خيانة، قلقي على أمي وأنت في موت مستدام خيانة، طمعي في رحمة الله وأنا أجلس القرفصاء خيانة.
يا غزة لقد ابتلعت كل الصراخ وكل البكاء وكل الآهات زمنًا، وقد جاء الوقت لكل ما أردت، إنني الآن أجلس وحيدًا في زاوية المقهى ويمر على خاطري كل الوعود الكاذبة لكم تتساقط على الأرض ويكنسها عامل المقهى ويلقيها في القمامة.
وأخيرًا وليس آخرًا إنني لا أدعي عنترية حمقاء، لأنني لا أتطلع إلى أي شيء، فلا يتطلع إلى المكانة إلا عبيد الدولة…
وإلى لقاء إن قدر الله لنا البقاء…