محمد مطر يكتب: أين ذهبت أحلامك؟
في عنفوان الشباب اعتقدنا أن الحياة سهلة، ويحكمها الحق والباطل، والأخلاق والمبادئ، والمثل العليا، والعثور على شخص تعيش معه الأحلام، ثم البقاء على قيد الحياة، وهذا لا بأس به إلى حد بعيد…
آسف.. إنه اعتقاد خاطئ، مثل كثير من المعتقدات التي تربينا عليها وتحتاج إلى تصحيح.
إن الحياة شاقة، يحكمها مفهوم القوة، ورغم تطورنا عبر ملايين السنين من كائنات تفترس بعضها البعض ماديًا، إلى كائنات تفترس بعضها ماديًا ومعنويًا ونفسيًا وحقوقيًا أيضًا..
حالة من الحيرة والدهشة والتخبط واليأس، ممزوجة بألم وصمت، أصابت أبناء الطبقة الكادحة، الذين يمثلون السواد الأعظم من الشعب، بعد أن شكل الخيال أحلامهم، ورووا أحلامهم بالاجتهاد والعرق، واتخذوا المنهجية العلمية أساسًا لتحقيقه.
آسف.. إن المنهجية العلمية والكد والعرق والموهبة ليست أساسًا لتحقيق الأحلام والرغبات في مجتمع لا يعترف إلا بالمحسوبية والرشاوي والعبودية والفساد.
وإياك أن تظن أني ناقم على مجتمع كهذا، وحده الحالم الذي أراد أن يعيش الحياة بطريقته الخاصة دون الاستسلام لأي سلطة، وحده يعرف النموذج الذي تتحقق به الأحلام، فعلى مسرح الأحلام من يعيش المعنى الحقيقي لمفهوم الوصولية، ومن يعيش كدمية بيد الآخرين.
وأنت… أين ذهبت أحلامك؟
وإلى لقاء إن قدر الله لنا البقاء…