محمد مطر يكتب: ولا تؤاخذني إذا غضبت
إذا أمكننا أن نخلص أنفسنا من كل كبرياء “لأجل أن نعرف كيف نتمسك بشدة بكل ما يقدمه لنا التاريخ”، وإذا أمكننا أن نعي حقًا أنه بسقوط النظام حل بالمجتمع المصري كارثة، غيرت نظرة المجتمع نحو الحياة..
وفي فترة الضعف السياسي التي جاءت عقب سقوط النظام بدأت القيم الخلقية الباطنة التي لا يمكن محوها تُدرَك من جديد بحالة واضحة أكثر من ذي قبل..
أحيانا يجيد الكثير اللعب بالكلمات، وتخونك اللغة رغم فصاحتك أحيانا أخرى، إلا أننا في أحايين أخرى نود أن نقول ما نشعر به فعلًا، دون زخرفة، تمامًا كالأفق المثالي الخالي من كل ما يخيف…
سقط النظام الخلقي القديم، وتدهورت الفضيلة، وظهر لنا جليًا، فسادنا وفوضويتنا ونظرتنا المتشائمة، حتى أصبحت الأخلاق منبوذة.
إلا أن نفرًا من الحكماء على مر التاريخ باختلاف ألوانهم رأوا “الأمل النقي المجرد الهزيل” وكأنه ظل على مياه بعيدة، ويقومون فيما يشبه الجهاد المقدس لإعادة إحياء روح الفضيلة، وإرساء مبدأ العدالة الاجتماعية بين الناس.
وكانت الحياة الآخرة والحساب أمام الله وازعًا خلقيًا رادعًا للمجتمع قديمًا، مشاهد لم تعد موجودة إلا في الذاكرة، ولا نكون مخطئين إذا قررنا هنا أن المجتمع الذي يمر أمامنا الآن غير إنساني، ولا تؤاخذوني إن غضبت…
وإلى لقاء إن قدر الله لنا البقاء…