السُبات الفِكري

بقلم/ منال فتح الله

تسود حالة من السُبات الفكري في مجتماعتنا بشكل حاد وكبير، بشكل مبالغ فيه لدرجة يمكن وصفها (بالكارثة).
حالة من الغفلة كما توصف بالعامية المصرية (الناس عايشة في ماية البطيخ)
لا دين..
لا أخلاق..
لا قيم..
لا ثقافة..
لا فكر..
مما كان له بالغ الأثر على تعاملات البعض اليومية ، تدني خلقي واضح في المعاملات عامةً ، حتي وصل بنا الحال إلى مزيدًا من الإنحطاط في التعامل حتى مع الحيوانات وكأنها لم تكن مخلوقات تشعر وكائنات تحس ، هل سٌلبت من قلوبنا الرحمة؟؟ هل اصبحنا معدومي الضمير والاخلاق ؟
أنظروا إلى ظاهرة الأطفال في الشوارع.
أنظروا إلى الكلمات البذيئة التي تخرج من افواههم.
انظرو إلى طٌلاب المدارس والجامعات والتصرفات القميئة فيما بينهم.

انظروا إلى أحوال مدارسنا .. هل هذه المدارس قادرة على تخريج من ستكون يوما ما أم المستقبل تربي جيل يحمل لؤاء هذه الأمة أو زوجة تحافظ على كيان أسرة وتحفظ بيتاً وتراعي زوجا في يوم من الأيام.
لماذا يحدث كل هذا الهُراء في مجتمعنا دون أن نٌحرك ساكناً ؟؟

هذا المجتمع أصبح مشوهًا للأسف لا يشبه بأي حال المجتمع المصري في الماضي البعيد أو حتى القريب ، فقد كانت مصر منارة العلم ليحج إليها من شتى بقاع العالم طلاب العلم ويقع على أراضيها أزهرها الشريف منارة العلم وقبلة العلماء.
ماذا حدث لمصر شباباً وشابات وكل من يسكن فيها؟
لقد توغل الكمبيوتر والدش والإنترنت بشكل ملحوظ ولم يتم الإستفادة منهم إلا سلباً على عقول الأطفال والشباب وأكاد أُجزم حتى أن تأثيرهم امتد ليشمل الكبار أيضا.

لقد استنفذ الشباب والأطفال قدراتهم في ألعاب الفيديو التي لا فائدة منها كما أستهلكوا اوقاتهم مع مواقع التواصل الاجتماعي التي لا طائل من ورائها سوى تضييع الوقت ليس إلا.
إن ذهبت إلى أقرب مدرسة وسألت الطلاب إي سؤال ديني أو ثقافي.. للأسف لن يجيب وتجده يتلعثم متجهما ، بينما إن سألته سؤالاً عن إسم مطرب أو لاعب كرة أو نادي يشجعه تجده حاضر الذهن مفعما بالإيجابية وسرعة البديهة وتبدوا عليه السعادة.
المدارس الآن لا تعلم لكي تنمي الفكر لدي الأطفال إنما فقط لتجاوز الاختبارات والحصول علي شهادة يفرح بها الأباء والامهات.

إنهم يتعلمون الانغلاق الفكري والانعزال والرعونه ليتخرجوا حاملين مؤهلات شكلية تزيد المجتمع جهلا وتحجرا.
هل يعقل في هذا الزمان وما نعيشه من إنفتاح أن نواجه هذا الانغلاق الفكري الثقافي غير المسبوق ، ومن الظواهر المنتشرة ظاهرة ايضا ظاهرة التحرش الجنسي واللفظي. هل هؤلاء الشباب لديهم نبذة ولو بسيطة عن أي ثقافة؟ أو أي إلتزام خلقي أو ديني ؟؟
هم فقط حيوانات ناطقة تتجرد منهم القيم الإنسانية، ليشبعو رغباتهم وغرائزهم الدنيئة.
أنني مستاءه مما يحدث على أرض الكنانة… أيعقل إن كل هذا في بلادي مصر ومن له يد في ذلك يا سادة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى