محمد مطر يكتب: الصمت يتكلم
شعرت بآلام الفقد عند موت أبي، وتجدد الألم وإحساس الشعور به، كلما قرأت أو شاهدت ما يحدث في الأراضي المحتلة على يد الصهاينة القتلة، والمشتركون معهم حتى بالصمت من المتصهينين العرب، ووجدت أن بيني وبينهم أنسابًا روحية، وصرت أتحرك في عالمهم، وطالت صحبتي معهم، حتى صرت أحاورهم همسًا في بعض الأحيان.
وبعد نفس عميق، التزمت الصمت، إذ لا يوجد رد على سؤال بديهي يتبادر إلى ذهن كل متابع للأحداث الممتدة… ألا وهو.. لماذا يشعر البشر أن بوسعهم تبرير الموت؟؟؟
لا أدري!!!!
ليس خافيًا على أحد أن الدول العربية اتجهت إلى الفردية، إلا من رحم ربي، وا أسفاه، إنه لما ينافي اللياقة، ويجافي الأخلاق، ويهبط بالمرء إلى حضيض الصغار، أن يعيش عاجزًا عن أن يقول فورًا كل ما في قلبه دون زيادة أو نقصان أو تنميق الكلام.
لقد كان كل ذنب شيرين أبوعاقلة، ووائل الدحدوح وعائلته، وغيرهم كثر، ممن يمتهنون الصحافة على وجهها الحق، في كل أنحاء العالم، أنهم يسعون بإرادة فولاذية إلى كشف الحقائق ونشرها، فماذا كانت النتيجة؟
لا شيء… أكثر من كونهم يهيلون التراب على قبورهم.
ما أنا واثق منه الآن لأجهرن به لجميع تلك الرؤوس التي اشتعل بها الشيب، أنه لم يعد عجز العرب عجيبًا، ولا اتجاههم إلى الفردية ملفتًا للنظر، أو مثيرًا للدهشة.
وإلى لقاء إن قدر الله لنا البقاء…