محمد مطر يكتب: ظلال في الظلام
في ظلمة الليل العزيز الوقور، حيث أنس الشعراء، وولاء الأصدقاء، وأصوات السماء، في تلك الساعة الفاصلة نشفق على أنفسنا كثيرًا، وهي تتبعثر في فضائها المحيط، باحثة برجاء مفرط، عن آخر يحتضنها، يمدها بالدفء، يحتويها، يبث فيها الحياة…
في الليل..
تندفع أشباح لهياكل عظمية، وأجساد بلا روح أو حماسة، إلى الفضا، وكأنهم في عوز عميق لمنقذ قريب…
النسيج المجتمعي أقل تماسكًا، ولم تعد لديه القدرة على مجابهة العزلة التي تجتاح فكر أفراده،
أي نوع من الحياة هذه؟
هل أثار وجود شيء ما في حياتك وفكرت بأنه من الممكن أن يكون سبب وجودك في هذه الحياة؟
إنني لا أستطيع أن أكتب إلا ما أشعر به، وإنني في هذه اللحظة، أشعر وكأن الأرض قد صغرت، واقتربت الأزمنة، وهجر أناسي الزمن الأخير البقاع، الذين اخترعوا السعادة اختراعًا، فـلهؤلاء الناس لذات للنهار، ولذات لليل، مع مراعاتهم لصحتهم أولًا….
هل نحن في احتياج إلى إعادة تأهيل؟
في الليل…
دائمًا ما تأتيك إشارات من الله لتقول لك كف عن هذا الطريق، إنه خاطئ، الناس هؤلاء لا يناسبونك، العمل هذا سوف يضرك…
إشارة تهز الطمأنينة الواهية بداخلك، لتقبض على قلبك، وتجعلك تعيد التفكير في حياتك مجددًا، عندما تأتيك هذه الإشارات لا تغفل عنها أبدًا…
وإلى لقاء إن قدر الله لنا البقاء…