عن التفكير المُفرِط في زمن اللامُبالاه””

بقلم حذيفة عرفات

أما بعد ومن دون مُقدمات ،،

الحياه أثبتت بعد التقصّي والتحقيق والتجارُب والبحث بأنها دوماً ما تَهِب العشوائيينكُل ما تمنعه في الوقت ذاته من من يبحث عن منطقيّه للأمور وتفسيرات مُنمّقه لكل التفاصيل ، الحياه أثبتت أنّ التفسيرات في الغالب تقتُل الأشياء.
أتذكّر ذلك في كل مرّه أُفند فيها وجهَيّْ أمر ما ، أجد بأنّ الأمر أبسط حتي من أن يكون لهُ وجهان ، وأبسط حتّي من البحث عن إجابات.
فالسؤال شهوه والاجابه تثير المزيد من الاسئله ومزيد من الشهوات…
…………
يسألُ أحدهم عن إسمي فأُجيب ، فيسأل عن سبب التسميه فأضطر أن أُجيب ، فيسأل عن مرجعية سبب التسميه ومن سؤال لسؤال تُنهكني كثرة الإجابات المُنمّقه ، في حين أنه من البدايه كان من الممكن أن أقول ” الأسماء لا تُعلّل ” وينتهي الأمر ، هكذا يجب أن تسير الأمور لا يجب أن تبحث عن إجابه عميقه لكل سؤال ، يجب فقط أن تجد إجابه تُغلق الأبواب أمام وجود سؤال آخر.

يُؤمر أهل البقره بذبح بقره ، هكذا فقط مجرد ذيح بقره ، فيسألوا نبيُّهم موسي أربع إستفهامات مُنهكه متتاليه ، أتتخذُنا هُزوا ؟ ادعً لنا ربك يُبين لنا ما هي ؟ ادع لنا ربك يُبيّن لنا ما لونها ؟ ادع لنا ربك يُبيّن لنا ما هي إن البقر تشابه علينا ؟
أرهقتهم الأسئله وأهلكتهم الإجابات ولم يصلوا في النهايه للإجابات الكافيه.
“لذا يقول عز وجّل ” يا أيُها الذين آمنوا لا تسئلو عن أشياء إن تُبد لكم تسُؤكم

كليم الله موسي عليه السلام يُرهق الخضر بكثرة الأسئله وقلة الصبر ، أخرقتها لتُغرق أهلها ؟ أقتلت نفساً زكيّة بغير نفس ؟ لو شئت لاتخذت عليه أجرا !
هل كثرة الأسئله أفدت بهِ لمُرادِه ، بالطبع الإجابه لا
“وعلي النقيض فنتيجة قلّة الصّبر وكثرة الاسئله كانت ” هذا فُراق بيني وبينك

إجتماع عائلي أو جلسة زُملاء ، يُطرح السؤال المُعتاد عن سبب تأخيرك في الإرتباط والزواج ، فتُجيب بأسباب منطقيّه طبقا لمنطقك الخاص ، فتُسأل بالطبع عن تفسير وجهة نظرك ، أسبابك ووجهات نظرك واهيه بالنسبه لهم بالطبع وعليه فستبحث عن تبريرات ، في حين أن الأمر أبسط من ذلك وكان سينتهي لو إستجمعت شجاعتك وأخذت شهيق وأخرجت الزفير مختلط بجملة ” وانت مال والدتك ” او ما يُرادفها حسب أخلاقك .

بحُكم التكوين والعاده دوماً ما كُنت أبحثُ عن تفسيرات للأشياء كُلّها ، أجدُ أنّ السعاده مرتبطه بالدوبامين ، الإثاره الجنسيه ترتبط بالإستروجين او التيستستيرون حسب جنسك ، هرمونات النمو والغدد النخاميه والموقع الكروموسومي لكل هرمون وجين ، وإلي الما لانهايه من تلك التفسيرات المرهقه .. تُرضي العقل وتُفسد الحس .

كل النقاشات السياسيه التي أنهيها ب ” ربنا يولّي من يُصلح ” ، ونقاشات العمل التي أنهيها ب ” ماشي حاضر هحاول ” ، والنقاشات العاطفيه التي تنتهي ب ” ربنا يسهّل ” كل تلك الإجابات المُختصره هي في الأصل تنوب عن تفسيرات مطوّله وهري يملأ الكثير من الوقت ولن ينتهي أبداً ما حييت .

يُرشّح لي أحدُهم عنوان هذا المقال قبل أن أشرُع في كتباته ، أُقلّب الجمله عَبَثاً بين طيّات عقلي يميناً ويسار بحثاً عن ما يُمكن كتابته أسفلها وبالطبع لا أجد ، مع الوقت أجد الأزمه في بحثي عن منطقيه لعلاقة كل جمله بسابقتها وبالتي تليها وإنغماسي المُنهك في التفاصيل ، فأطرد الفكره من عقلي وأترك المهمه لقلمي فأجدني ها هُنا …

في النهايه كُل فعل أو منطق أو وجهة نظر تتبناها وتؤمن بها فمن المؤكد أن لها مبرر وسبب ، ولكن ما أود منك أن تعلمه بأنك غير مُطالب بأسباب منطقيّه لأحد ، أنت لست مدين بتفسيرات لأي شخص ، لستُ حتي مطالب بالتبرير والبحث عن تفسيرات لنفسك ، فقط ذكّر نفسك بجُملتين

“كل ما تعمل زووم إن الصوره هتبكسل منّك “

” في غياهب التييه عادةً ما يكتوي المُفكّر بينما يمرح السفيه ”

فلو تطلّب المَرح أن تكون سفيه بعض الشئ فلا مانع من بعض السَفَه..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى