خَدعُوك فقالوا..”اللي قَادرة”

بقلم/ آلاء شورى

تختلف الغايات والأهداف من إنسانٍ إلى آخر حسب إحتياجاته ونفسيته وبيئته الناشئة وطمُوحه وعوامل أخرى كثيرة تؤثر على إختياراته وتحقيقه لذاته في هذه الدنيا الواسعة والمليئة بالرغبات. لكني لن أتحدث عن الإنسان عمومًا بل عن المرأة خاصةً والمرأة القوية على وجه التحديد.
هناك إمراة ذاتها في بيتها مع زوجها وأبنائها, وأخرى تحقق ذاتها في عملها, وأخرى وهو النمط السائد في عصرنا الحالي وهي من تحاول أن توازن بين الإثنين معاً، لا تستطيع التخلي عن أياً منهما. فهي تدرك أن وجودها لإبنائها, ولكن دائماً تشعر بنقص بدون العمل، لذلك فالعمل بالنسبة لها ليس وسيلة أكثر منه غاية تبغى الوصول إليه وإرضاء ذاتها به كالهواية والشغف لشيء ما.

أنا أسوأ من يتحدث عن حقوق المرأة ومناصرتها ومساواتها وإضطادها وعن مدى وحشية وظلم الرجل وما إلى آخره من تلك القضايا التي لم أكن يوما معترفةً بها. وهذا لأنني بمنتهى البساطة- أولاً: أؤمن وبشدة أن مهما تطور الزمن بعلومه وتكنولجياته المتطورة لن تُصبح المرأة مثل الرجل، فالمرأة في عصرنا هذا معها بالفعل الكثير من الحقوق والقوة والحظ اللائي لم يتوفروا لمن سبقونا من النساء.
ثانياً: المراة تختلف عن الرجل ولا داعي للمناداة بالمساواة وهذا ليس برأي تلك هي الحقيقة. فيقول الله تعالى”وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأنْثَى”. الرجل خُلق للعمل ورعاية وحماية أسرته, والمرأة خُلقت لرعاية وتربية بيتها وأبنائها وزوجها. تلك هي أولوية كل منهم, ولكن لم يمنع الدين ولا المجتمع من تأدية المرأة لأي أعمال أخرى تُضيف إلى كيانها وإحساسها بذاتها وإستقلالها وسعادتها في تحقيق وجودها في الحياة. فالمرأة تختلف عن الرجل في القدرة البدنية بل والذهنية والعاطفية, فكل منهما يؤدي ويفكر ويشعر فقط بطريقة مختلفة عن الآخر, وذلك من حكمة الله في الكون حتى يكملوا بعضهما البعض ويصلوا سويا لأفضل القرارات لاستكمال مسيرتهما الدنيوية.وبذلك فهم غير مُتساويّن, هم فقط مُختلفون. ونستهد بالاية الكريمة في قول الله تعالى”وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ”

سنخصص الحديث عن النوع الثالث من النساء والسائد الآن آلا وهي المرأة التي تسعى دائما للأفضل، هي ذات الشخصية القوية,صاحبة القرار,المسئولة, المستقلة, يُعتمد عليها,حَمولة, نشيطة, طَموحة, حَالمة, مُجتهدة, صاحبة رأي, ويختلف الرجال في التعامل معها.فيحبها أو يستغلها الرجل الضعيف لأنها توفر عليه الكثير من العناء وفي كل الأحوال ستقوم بالأمور في الوقت الصحيح أو يتركها ويهرب منها لإدراكه بأنه غير قادر على السيطرة عليها وستسبب له الكثير من المتاعب. ويحبها الرجل القوي أيضا لأنها ستتحمل المسئولية وتُزيل عن عاتقه الكثير من المسئوليات وتعاونه على إدارة بيته وتربية أبناءه ومساندته في أضيق الحدود أو يسعى لكسر قُوتها ومخالفة رأيها وعنادها والتقليل من شأنها والتسفية من أعمالها والسُخرية من أهدافها وإبداء زعامته, حتى يثبت لذاته أنه المسيطر والمدير والمتحكم فقط لإرضاء غُروره على حساب إذلالها وإهانتها. كم كانت حقا مُربكة لهذا الرجل. فقد رأها الأم, الزوجة, والعاملة والدارسة ومدبرة المنزل بإحتياجاته ونظافته وطعامه وتربية أبناءه باحتياجاتهم ومطالبهم, أدهشته هي حين إستطاعات أن تفعل كل ذلك دون كللٍ أو مللٍ! بل وأذهلته حينما كانت تفعله بسعادة وإنطلاق وثبات وإستقلال.

بالنسبة لها الرجل الحقيقي من يُناقش ويُشارك ويُحاور ويبدي الرأي ويستحضر المنطق. ليس من يفرض نفسه ويُسخر ويستعرض عضلاته. فذلك النوع من النساء تحتقرن من يُقلل منهن وتحترمن وتطيعن من يحترمهن رغباتهن وتفكيرهن او يختلف معهن بهدوء ومنطق, قد يندهش كثيرين عندما أقول أن هذه المرأة حقاً هي أضعفهن. فعلى الرغم من كل القوة التي بداخلها وتحديها وعنادها, إلا أن هذه الصلابة فقط لتسند بها ذاتها وتشرس على من يظلمها وتداوي بها روحها التي أُنهكت حتى تستطيع أن تواجه وتصبر على مشاكلها وتستعيد بها قُواها لتستمر في مواجهة مصاعب الحياة. إلا إنها الأقرب للدموع, والأكثر حساسيةً في الحديث, والأعمق جُرحاً, والأبسط وداً, والأحن نساءاً, والأسهل إنكساراً.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم” :استوصوا بالنساء، فإن المرأة خلقت من ضلع، وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء” متفق عليه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى