وماذا بعد..،

بقلم/ منال فتح الله

أطفالٌ مُعذبون يدفعون ثمن سوء تصرفات أهاليهم، اطفالٌ مُعقدون، أطفالٌ محرمُون من حُضن أباؤهم
تحت مظلة الكّيد والحرب الشعواء بين طرفي العلاقة، أحدهما أو كلاهما غير أسوياء، من غيرهم يدفع ثمن عنادكم وخلافاتكم، انتم يا عديمي المسئولية وفاقدي الأهلية.

فلنتصور سويا الوضع داخل محاكم الأسرة، ياله من هُراء، يا لها من مُعاناة،، الأطفال الصغار تشاهد عن قرب هذه المشاحنات العدوانية وتلك النظرات الإنتقامية والترصد في كل كلمة ينطق بها احدهما، ويكأنها حرب ضروس لن تنفك رحاها الا بانفجار مفاعل يشبه التشيرنوبل
اخي واختاه..لقد انفصلت انت وزوجتك ليس انت وأبنائك، هؤلاء ليس لهم اي ذنب في كل ذلك، يعند الأب امام الام فلا ينفق على اولاده نكاية فيها (مُش حضرتك عاوزه تطلقي؟؟يبقي شيلي المسؤليه انتي)، وترد الزوجة الصاع صاعين لزوجها (مش انت اللي بدأت طب والله لأكره الأولاد فيك ومش هتشوفهم إلا بطلوع الرُوح والله لازم احرق قلبك على اولادك وأحرمك من رؤيتهم او مجرد الرد على اتصالاتك)
لما كل ذلك؟ وما العائد من وراء كل هذا الخراب؟

إنهم أطفالكما..فلذات كبديكما.. وبسوء تصرفاتكما تزرعان في قلوبهم كل الحقد والغل وعدم الإحساس بالامان والخوف الرهيب من المستقبل المجهول
أيها الأب!! حضرتك سند لأولادك وحمايتهم فى مجتمع مُوحش مُخيف لا يَرحم ولا يُعين. فرجاءاً لا تخلط الأمور وحافظ على أولادك وتمسك بعلاقتك بهم.
وأنت أيتها الأم!! سيادتك مدرسة للأخلاق والتربية ويقع على عاتقك مسئولية مزدوجة وليس لكي أي عُذر في تدمير نفسية الأطفال أو حتى إقحامهم في مشاكلك مع زوجك السابق أبو أولادك
السادة الأفاضل اسمعوا واعوا..ليس هكذا تُدار الأمور
ايها الزوجين معا!! كونوا على قدر اكبر من المسئولية، كونا على مستوى الواقع حافظا على شعرة معاوية
ولكن كل من الطرفين يشبع غريزته ورغبته في الإنتقام من الآخر فيقحم ذلك الطفل المسكين في المعركة اجبارا واكراهاً.. هل فكر أحد في ذلك..!!

ينشأ هذا الطفل المسكين فى مشاكل وضغوطات نفسية وعصبية ومن المتوقع ان يصل للتبول اللا إرادي والخوف الزائد من كل شئ ومن صراخ الأبوين له .يريد كل منهما من هذا الطفل تحقيق متطلباته وكفي
لماذا لم يحدث الطلاق سويا لمصلحه تلك الابناء لماذا لا نشاهد طلاق متحضر ومحترم ومحمود العواقب.
يحلم كل منا ان يعيش عيشهً سويه بين ابويه ف سلام وامان وطمأنينه
ومن المفترض انه يتعلم معني كلمه (دنيا) يدرك معني العدل والمساواة

الطفل لماذا تحرميني يا أمي من أبي؟
وانت ايضا يا ابي لماذا فعلت بنا هذا؟ كلها تساؤلات تنهش وتتخلل عقول ابناءنا ويكاد تكون اكثر من ذلك
تكاد تكون الرابطة الزوجية انتهت فعلا ولكن رابطة الابوه لم تنتهي، انها متاحه الي الأبد فهي تعني الامان
هذه الكلمات لا حاجه لها ما دام الأمر سويا
لا تهدموا جدار الثقه في قلب وعقل الطفل “الإبن”
انهم آباء وأمهات المستقبل فداموا بخير ما دمتم بعقل وحكمة
لعنة الله على كل من كان سببا في خراب بيت عامر ودمار عقل ونفس كائن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى