«اللتاتين»

بقلم / محمد الجداوي

إذا كنت من مواليد القناة الأولى والثانية وبرنامج اخترنا لك، فلن تطبق عليك «الشروخ والأحكام»، وإذا كنت من مواليد القمر الصناعي نايل سات وضواحيه، فأنت على تردد القنوات المشفرة على مقهى «عم حمرق» بمنطقة عابدين، أما إذا كنت من مواليد الألفية يبقى اِنت فين يا حبيبي والقلش فين؟
بينما لو كنت من المدون في شهادات ميلادهم -كمبيوتر- مواليد 2011 واِنت طالع، فأعلم اَنك لستَ إنسانًا طبيعيًا، بل اَنتَ ريبوتًا تتحكم السوشيال ميديا في تصرفاتك وسلوكياتك وأفعالك، لذا عليك أن تعرض نفسك على أقرب طبيب نفسي متخصص في فنون فك الشفرة من فترة لفترة.
قائمة «اللتاتين الجُدد» تضم كوكبة كبيرة من المواليد المختلفة، وبحكم باقة الإنترنت، تجمعهم لغة: «افتح الفيس، اعمل شير، اسمع الواتس، شوف الانستجرام، اعمل تيك توك»، وتشمل تلك القائمة مواليد السبعينات والتمانينات الذين لديهم بعض الثوابت والأخلاقيات والمبادئ حتى في التواصل الافتراضي، بالإضافة إلى آخر عناقيد هذا الجيل أصحاب المواليد من العام 1990 حتى 1999، أما من الجيل 2000 حتى 2010، فستقف كثيرًا عند متغيرات جوهرية وظاهرية لم تكن في الحُسبان مقارنة بأبناء الأجيال السابقة.
نأتي عند محطة الجيل 2011 حتى يومنا هذا، فهناك العديد من المتغيرات السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، والثقافية التي تداخلت في تكوين هذا الجيل بشكل واضح ومؤثر، والحُكم على الأجيال السابقة أو الحالية بالطبع ليس إجمالاً، ولكن يُمكِن الاستشهاد بمواقف وتفاصيل عديدة للوقوف على ماهية هذه الشواهد -التي هي على مرأى ومسمع من الجميع-.
خلاصة القول: إن عالم السوشيال ميديا تبعثرت من خلاله معاني الأشياء، وحلاوة الأجيال، وعششت بداخله تدهور الأخلاقيات، ومرارة الواقع، ليحل محل كل هؤلاء دون استثناء: «اللتاتين الجُدد».

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى