ممنوع الإقتراب.. “فالطيبة أصبحت غير مُتاحة إلا لمن يستحقها 🤚”

بقلم/ ندا الرشيدي

(أحزم الحازمين من عرف الأمر قبل وقوعه فإحترس منه) لقمان الحكيم
طيبة القلب دليل علي النية والقلب السليم داخل الإنسان، ولكن للأسف هناك بشر ظاهرهم غير باطنهم، فالظاهر أمامك جميل للغاية ولكن ما ادراك ما هو بالباطن فمن الجائز أن يكون شر وظلام حالك ومن الجائز أن يكون الظاهر مثل الباطن سليم، في كلا الأحوال ما بداخل القلوب لا يعلمها سوى خالقها.

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه:
(مَا أضمر أحدٌ شيئًا إلا ظَهر فلتات لِسانه)
على أيه حال دعونا نتفق أن نفترض حُسن النية في بداية اي تعامل، ولكن يجب أن يتبعها الحيطة والحذر من إستغلال تلك الطيبة التي بداخلنا حتي لا نتعرض للاستغلال من ذوي الأنفس الضعيفة وتكون النتيجة وخيمة العواقب وتترك أثراً سلبياً على أنفسنا وبالتالي تؤثر علي تعاملنا مع المجتمع الخارجي بالسلب.

للأسف إن الطيبة المفرطة قد تتحول لسذاجة وهنا كأننا ندعو الآخرين لخداعنا، وفي تلك الحال يجب ان لا نلوم سوى أنفسنا، فلما لا ننتهج مبدأ الحيطة والحذر في تعاملاتنا الخارجية مع الآخرين مع اصطحاب حسن النية والطيبة بحيث لا نجعلها متاحة إلا لمن يستحقها حتي نحمي انفسنا من الأذى ومن الإستغلال بشتى أشكاله.

ولكن عزيزي القارئ يجب أن تنتبه نحن هنا لا ندعو أو نقول أن تنظر إلى الحياة نظرة تشاؤمية وأن البشر بشكل عام جميعهم سيئين، نحن هنا ندعو إلي اليقظة والواقعية فنحن لسنا في المدينة الفاضلة وأيضاً نحن لسنا في الغابة إنما نحن فقط نعيش في الدنيا التي هي دار إختبار.

وهنا يجب أن نتذكر حديث رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم) :
(المؤمن كَيّسٌ فَطن)
وإذا تأملنا معني هذا الحديث فسنجد أنه يحمل في طياته الكثير من المعاني، فهو يدل على أن من صفات المؤمن أن يكون حذراً ومتيقظاً لما يحدث حوله بمعنى آخر أن يجيد كيفية قراءة من حوله، وهذه الموهبة لا تُكتسب مرةً واحدةً ولكن يجب أن تكون قد مررت بعدة تجارب في الحياة ومنها الفاشلة بالتأكيد، وذلك حتى تصل لمرحلة الإتقان ولهذا السبب فلا داعي أن تندم أو تقع في فخ جَلد الذات وتردد كلمة “يا ليتني”، فهنا يجب أن تغير منظورك للحياة وتتيقن بأنه لولا تلك التجارُب لما أستطعت أن تصل لما أنت عليه الآن.

وختامًا كُن حريصاً على طيبتك الداخلية لأنها أصبحت في هذا الزمان كنزٌ لا يُقدر بثمن وأن لا تتوقف عن مُساعدة الآخرين ولكن أيجب أن نتعرف جيدًا من الذي يستحق أن تُشاركه ذلك الكَنز الثَمين.

• يكون المرء طيباً إذا جَعل الآخرين أفضل.
• الطيبة ليست غَباء بَل حُسن تَربية.
• إصطحب الناس كما تُصحب النار، خُذ منفعتها وإحذر أنّ تحترق.
• إن الله طيبٌ لا يقبل إلا الطيب ،فيجب أن نُصلح نَوايانا ونَجعلها طَيبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى