“الحقيقة القاسية والواقع المرير”

بقلم/منال فتح الله

يحدث بالفعل أننا مهما بلغنا من العُمر والنُضج قد لا نَفهم حقيقة ما يحدث حولنا، وقد يتضح لنا أيضاً أننا ننظر للأشياء من منظور أوحد وهو الجانب الأجمل والأيسر، ليس الأشقي ولا الأصعب، نغمض اعيننا عن كل السلبيات لسعادتنا وتوهمنا بحلاوة البدايات لذا فغالباً ما نختار الأسهل حتي وإن كان خاطئا.
ومن أسوأ ما يحدث لنا علي الإطلاق إن تتعامل مع ذلك الشخص الضامن لوجودك يقوم باستنذاف طاقاتك واستغلال قدراتك تماما ويكأنه يتعامل مع الأجهزة الكهربائية والهواتف المحمولة ولكن يختلف الأمر هنا لأنه يتعامل مع كيان بشري له مشاعر وأحاسيس وليس آله كما يتصور هو.

لقد مررنا جميعاً بتلك اللحظات وهذه المواقف من قبل، ننخدع كثيراً في أُناس غير أسوياء، يُبهرنا المظهر الحسن والبدلة والكرافت ومظاهر التأنق وأسلوب التحدث وغيرها من وسائل الخداع التي أصبحت إحترافية تمثيلها هو الغالب الأعم في عصرنا الحالي. حيث يظهر لنا بعض الأشخاص في علاقتنا اليومية ويتسللوا فيدخلوا قلوبنا دون إستئذان وكل هدفهم هو أن يأخذونا من هدوء أنفسنا وسلامنا الداخلي فيستحوذون على أفكارنا وهم لديهم سمٌ زعاف مثل الثُعبان الذي يلتف حول فريسته ليتلذذ بالقتل والتعذيب بينما يبدو أنه يحتضن فريسته في مشهد سينمائي مُحبب لدى عشاق الفن السابع، كما أنه في ظاهره يبدو حبيبك الذي حلُمت معه بجمال الدنيا ونعيم الحياة فيقول لك أنني هنا لأحتويك لأقدم لك كل ما تحلم به فأنا لك وبك ومن أجلك أنت، ولكن الواقع المرير والحقيقة القاسية على النقيض تماماً.
ومع اقرب فرصة واول ازمة تتكشف الحقائق المرة فتقع عليك الصدمة كالصواعق وينكسر قلبك وتجف دموعك فتعيش ذلك الواقع المرير ويسودك حزن يملئ جنبات الدنيا، نعم هكذا دأبت معنا الحياة “معارك ثم معارك”
ولكننا مازلنا نستطيع ان نتغير فالعقل ينضج والعمر يتقدم وبعض الحقائق تتضح ويجب علينا ان نشبع انفسنا بالاستيعاب وننمني قدرتنا على الإدراك فلا ينبغى ابدا أن نعطي لاحد كامل الأمان، خصوصاً في هذا الزمان، الذي قد يدمرك به، وقتها قد تنتهي كإنسان.

اننا لن تستطيع التنفس تحت الماء فليس هذا من خصائص البشر ولكننا نستخدم أنبوب التنفس لكي نرى ما في الاعماق بحكمة ونستعين بالزعانف وبدل الغطس كي نقاوم الضغط ونستطيع الطفو فلا نغرق، علينا جميعا بالمقاومة
يقولون أن الصحبة الصالحة من أعظم النعم، فإن لم تكن أعظمها فلا داعي لها على الإطلاق
سلام علي الدنيا إن لم يكن بها صديقٌ صدوق يتمنى لك الخير، وسلامنا علي أنفسنا المنهكة المهلكة ما لم تجد يد العون ممن حولها، فإن لم تستطيع ان تكون ذا نفسية سوية فلا ينبغي لك أن تُدمر نفسيات الآخرين.
دومتم ودامت محبتي في قلوبكم

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى