وعلى رأي المثل “كله سلف ودين”

بقلم / ندا الرشيدي

“كله سلف ودين” مثل شعبي قديم يتردد علي مسامعنا كثيراً منذ قديم الزمان إذا تأملنا في معناه فسنجد حتما انه يحمل حكمة مهمة للغاية إذا تم الأخذ بها بالفعل، إنني أتخيل أن العالم سيتحول في هذه الحالة إلي المدينة الفاضلة ولكن للأسف قليلٌ في زمننا هذا من يعيها ويفهمها وينفذها.
هنالك مقولة شهيرة تقول : “كل ما تفعله الآن ستدفع ثمنه لاحقا، فالحياة تؤجل لك الدفع لكنها لا تتنازل عنه أبدا”
وسوف نتناول هنا مفهوم هذا المثل من عدة نواحي سواء من الناحية الإنسانية والدينية
اولا: من الناحية الإنسانية أو بالأخص المعاملات الاجتماعية
نحن يوميا كبشر نتعرض لعدة مواقف في حياتنا ونتعامل مع غيرنا في المجتمع وكل كلمة أو جملة ينطق به اللسان نُحاسب عليها سواء كانت خيرًا أو شرًا وكذلك كل قرار نأخذه سواء كان صغيرًا أو مصيرياً

• هل جاء في تفكيرك أن الكلمة التي تم نطقتها أو القرار الذي تم إتخاذه ماذا سيكون تأثيره على من حولك؟
• هل سألت نفسك .. هل ما فعلته خيرًا أم شرًا؟ ،هل جرحت أو ظلمت إنساناً لما يكن له أي ذنب؟
أن هذا الحوار النفسي إذا بالفعل يتم بداخلك فهذا يسمي صوت الضمير الحي، او بالاحرى “النفس اللوامة”، هذا الصوت الذي يحاسب النفس البشرية علي أفعالها ويجعل الإنسان يراجع نفسه أولاً بأول، وهذا طبعاً لعدة أسباب منها اولا خوفه من الله عز وجل وثانيها لان الأيام دُول.
• فإذا كنت ظالما في يوم فهناك حتما من سيظلمك في يوما لاحق وهنا سنتذكر المقولة الشهيرة “يُمهل ولا يُهمل”.
• وإذا فعلت خيراً أو معروفًا فحتما سيُرد إليك وستجد من يُساعدك بدون مقابل (زي ما بيقولوا ربنا بيوقفلك ولاد الحلال 😂).

ثانياً: من الناحية الدينية
يجب أولا أن نذكر الآية الكريمة
(واتقوا يوماً ترجعون فيه إلي الله ثم توفي كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون)
الآية ٢٨١ سورة البقرة .

ومثلما ذكرنا قبل ذلك صوت الضمير الذي ينبهنا قبل أن نرتكب أي ذنب ونحن الآن في أشد الاحتياج الي مراجعة أنفسنا لأن الإنسان قد أصبح اقرب للموت منه للحياة، فهو قاب قوسين أو أدنى وذلك بسبب الفترة العصيبة التي يمر بها العالم بأكمله أنها جائحة الكورونا التي جعلت الجميع متخوف ومرعوب فأصبحنا نسمع يوميا عن الأعداد الرهيبة التي تصاب به وتتوفي بسببه فقد وصلنا لمرحلة أننا أصبحنا نسمع عن أشخاص نعرفهم في مجتمعنا ومحيط علاقاتنا سواء من الجيران أو المعارف والأقارب قد اصيب بهذا الوباء اللعين فمنهم من شفاه الله وعافاه ومنهم من توفي، أليست كل هذه الإشارات كفيلة أن تنبهنا أنه آن الآوان كي نحاسب انفسنا بعد أن أصبح شبح الموت حولنا يهددنا في أي لحظة.

لما لا نأخذ ما يحدث بشكل إيجابي بأنه رحمه من الله بان يعطينا فرصة كي نكفر عن سيئاتنا قبل فوات الاوان فكم من أنفس قد باغتها الموت فجأة دون إنذار والذي يحدث الان فرصة يجب علينا استغلالها بقدر الإمكان حتي نعوض عن ما فاتنا ونصلح علاقتنا بالله عز وجل.
وفي النهاية عزيزي الإنسان تذكر دائما الآية الكريمة
(ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) الآية ١٨ من سورة ق

كل ما تفعله سواء من أفعال وأقوال حتي ولو كانت صغيرة فإنها مُسجلة في كتابك وستحاسب عليه يوم تُعرض صحيفة اعمالك، وفي النهاية كل عمل سوف يرد اليك سواء في دنياك أو في آخرتك.
فلما لا تعمل صالحا حتي تصبح سعيدا بنتيجة اعمالك ؟!

وتذكر دائما : “لا تفعل للآخر ما تخشى أن يفعله بك، وعامل الناس كما تُحب ان تعامل.”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى