محمد الجداوي يكتب: «بُص في ورقتك»

بمنزل الحاج «شديد عبدالحق»، انعقد الاجتماع الأسبوعي للأسرة، على مستوى لجنة توزيع المهام ورمي المسؤوليات، ففي البداية رحب رب الأسرة بذويه، وشكرهم على التزامهم وحرصهم على حضور الموعد، وضمت الأم صوتها لصوت الحاج شديد، وبدأ الاجتماع الذي يُغلفه روح التعاون والحميمية.

في بادئ الأمر كما هو مُتبع، دوّن الابن الأصغر حيثيات الجلسة الأسرية، مُمسكًا بورقة وقلم جاف وآخر كوريكتور، للتعديل، إضافة إلى التزامه الصمت طيلة الاجتماع، حتى لا يتعرض للتوبيخ أو الغرامة من الشقيق الأكبر.

الابن البكري، عبر عن غضبه لعدم ارتداء شقيقته الكمامة أثناء الاجتماع، وطالبها بإغلاق الموبايل، احترامًا للموجودين معها، والشقيقة الوسطى، ترد بأدب وتقول: تحت أمرك يا أبيه.

الأم، تؤكد على بعلها بأن أولادها ملتزمين بدراستهم، ومواعيد نومهم، ووقت الراحة والترفيه، وكذلك الزيارات العائلية لأقاربهم، وحرصهم على تبادل الاتصال مع أصدقائهم، والاطمئنان كذلك على أحوال جيرانهم.

الأب، ينتشي ويفرح ويسجد لله شكرًا أنه استطاع أن يلم شمل أسرته، في زمن التكنولوجيا والسوشيال ميديا والوباء، والتزويغ من الأخلاق، بينما يدور كل هذا في مخيلته، إذ بمديره في العمل يقول له بصوت أجش: «بُص في ورقتك يا عم شديد عاوزين نسلم الملف ده للمدير علشان نروّح».

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى