نشوى صالح تكتب:نشوة التصالُح 

“قد يراك البعض في غاية التسامُح وهو لا يعلم أنه أقل مِن أن تُحدث لأجله ردةّ فِعل”
جُبران خليل جُبران..

كلما زاد سعي الإنسان نحو مزيد من “المصالحة مع النفس”، كلما إستطاع أن يحقق السلام الداخلي لنفسه بنفسه.
إن أمتع ما يمكن أن يحيا به المرء طِيلة حياته هو أن يكون لديه القُدرة على التصالح (التصالح مع الذات ومع الآخرين أيضاً) فأن تتصالح مع ذاتك وتتسامح مع نفسك ومن ثم تتعامل معها بتلقائية دون تكلُف وتصنُع ولا مُباهاة، وأن ترضى وتقنع بما أنت عليه فذلك هو السبيل الأمثل للنجاح والإنطلاق في عالم ملئ بالحروب النفسية والضغائن فليس هناك ثمةّ طريق غير العُبور بقوتك الذاتية المفعمة بوقود التسامح للوصُول لبر الأمان في النهاية وحينها فقط تستشعِر نشوة التصالح بقدرتك على هزيمة كل مُعوقات ومُنغصات الحياة.

ولكن كي تتصالح مع الآخرين عليك أولاً أن تتصالح مع ذاتك، وأن تقبلها بكُل عُيوبها، بضعفها وزلاتها دُون أن تحكُم عليها، ودُون أن تُصنّفها أيضاً.
فأحيانا نُسامح بعضهم لأننا نُريدهم أن يبقُوا جزءاً من حياتنا وهذا لا يعني ضعفاً ولا رضا بالإهانة وليست غِطاءاً للوهن والهزيمة ولكنها تأصيل للرحمة بين البشر ودليل دامغ على قوة الشخصية وخُلوها من الأحقاد والأغلال وبُرهان على صفاء النفس من الروح العدوانية. 
عليك ألا تقهر نفسك، ولا تهينها ولا تحقّرها، فكما تدينها تدينك، والجزاء من جنس العمل.
لا يوجد شخص سيئ مطلقاً أو جيد مطلقاً، ولكننا جميعاً مزيج بين هذا وذاك، إنّ التسامح هو الحل الأمثل لكل مشاكلنا، التي تواجهنا سواءً مع أنفسنا أو مع الآخرين لأنها تحررنا من الماضي وتطلق سراحنا نحو الحاضر والمستقبل

  1. • فمع تقدم اعمارنا تتراجع قواتنا الجسدية لصالح قدراتنا الفكرية.
  2. • مع تقدم العمر يختفي اللون الوردي من وجنتينا لتفوح رائحة الورد من كلماتنا.
  3. • مع تقدم العمر تتراجع انانيتنا لصالح اكتساب محبة من حولنا.
  4. • مع تقدم العمر يقل تفكيرنا في الدنيا ويزيد طموحنا في كرم الخالق في الآخر.

إذاً فمن أجمل إثباتات تصالحنا مع ذاتنا أننا نتقدم في العمر ونستبدل خُسارات الماضي بأرباح ومكاسب المستقبل
كلّنا يحمل في داخله قاضي صغير، ولكنه ظالم في كثير من الأحيان، ومُتسرع في إطلاق أحكامه.. قاضٍ لم تنصّبه المحكمة، بل إنه حتى لم يدرس القانون، فهو نِتاج لصراع الإنسان مع ذاته، وعِراكه المستمر مع نفسه.. ولذلك، يرفض هذا القاضي أي صُلح بين المرء وبين نفسه.

هناك حكمة تقول: “الأشخاص العِظام يناقشون الأفكار، والأشخاص العاديون يناقشون الأشياء، أما الأشخاص الصِغار، فإنهم يناقشون الأشخاص”
أخيراً: كُن أنت الاستنثناء الجميل لكل مظاهر القُبح من حولك، كُن مختلفاً فالعالم ليس بحاجة للمزيد من النُسخ.

دمتم لي شئياً جميلاً لا ينتهي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى