علي حسين اشكناني يكتب: قمة وجودية.. مصيرية

ها قد بلغ السيل الزبى..
فالاعتداء الغاشم الذي شنّه الكيان الصهيوني على العاصمة القطرية هو سابقة لا تُحتمل، وخط أحمر لم يَعُد يجدر بالعرب والمسلمين تحمّله بصمت، أو بيانات شجب لا تُسمن ولا تغني من جوع.
لقد احتضنت قطر الوساطات والحوارات، وكانت جدارًا دبلوماسيًا للسلام — فكيف يُصار إلى ضربها على أرضها؟!!

الوقت ليس وقت الكلام المعسول، ولا التعبير عن الأسى؛ الوقت للقرارات التي تهزّ أركان من يتصرّف كدولة فوق القانون.

على دول الخليج ومجلس التعاون أن تترجم شعار «خليجنا واحد» بإجراءات فورية وعمليّة: قطع الاتفاقيات الأمنية مع تل أبيب، سحب السفراء، فرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية، وإغلاق الأجواء والمنافذ أمام أي نشاط إسرائيلي.

هذه ليست لعبة سياسية، بل صراع مصير؛ أما التباطؤ فهو جريمة في حد ذاته.

العالم مطالب بالإدانة الصريحة والتحرّك العملي.. والدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل لا يُبرّر تهاونًا عربيًا أو إسلاميًا؛ بل يحتم على القمتين العربية والإسلامية في الدوحة أن تُخرجا بيانًا تنفيذيًا واضحًا، يتضمّن إجراءات ملموسة، تعزل هذا الكيان سياسياً واقتصادياً ودبلوماسياً إلى حين التراجع عن سياسات الإرهاب estatal. الصراع لم يعد محصورًا في غزة فحسب؛ بل امتدّ، والاعتداء على قطر هو مؤشر خطير على أن ساحة الشرق الأوسط قابلة للاشتعال أكثر ما نخشاه.

يا قادة الأمة: التاريخ يسألكم الآن.. الشعوب لم تعد تحتمل الذل والهوان، والغضب يتصاعد في الشوارع والشعائر. قفوا بحسم، لا تتركوا المجال لمن يتباهى بالقوة ليفرض وقائع جديدة. لا شجب بلا فعل، ولا بيانات بلا تنفيذ. إن لم تُتخذ قرارات جريئة ومُقنعة — دبلوماسياً، اقتصادياً، وسياسياً…

— آخر نقطة ..
الكارثة القادمة قد تكون أشدّ وأقرب مما نتصور.. النجاة للأمم التي تعرف كيف تقف مع أهلها ولا تبيع كرامتها..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى