وائل الريس يكتب: ستموت في العشرين

ستموت في العشرين… أول مشاهدة لي لفيلم سوداني …  فيلم يدعو إلي الاستمتاع بالحياه وان تخوضها كما قال صلاح جاهين خوض معركتها زي جدك ما خــــاض /صالب و قالب شفتك بامتـــــــــــعاض / هي كده…ما تنولش منها الأمـــــــل / غير بعض صد ورد ووجاع مخاض و عجبي ((مزمل )) بطل الفيلم تمنعه أمه اللعب مع اقرانه الذين ينادونه (( ولد موت )) وتحتجزه امه في الدار وتحرم عليه النهر خوفا عليه من الموت خشية من نبؤة الشيخ التي صادفتها عند مباركته بعد ولادته بإنه سيبلغ من العمر عشرين ولكنه الخوف لا يمنع الموت ولكنه يمنع الحياه كما قال اديب نوبل العربي..

و يبدأ الفتي بحفظ القران والصلاه ويهب نفسه للمسجد ويساعد عمه في العمل بالمحل ، ويلتقي بسليمان المصور الذي طاف العالم وصور احداثه يحيا حياه اقرب الي الحياه البوهيميه ويبدأ في تعليم ( مزمل ) الحساب والحياة وانا أشاهد الفيلم تذكرت رواية اشرف الخمايسي (( ضارب الطبل )) والتي تقوم علي ماذا لو علم الانسان ميعاد رحيله من هذا العالم هل يذهب الي المسجد او الكنيسه يتضرع إلي الله ام يفعل ما يحلو له من جميع المحرمات والافعال . يفقد ( مزمل ) حبيبته ظنا منه انه ابن موت ومن سترضي به يذهب الي غانيه ليعلن تمرده علي الحياه وينتهي الفيلم بذهابه وقراره بان يخرج من القريه ويذهب لمشاهده العالم الذي حرم منه . الفيلم يقدم العديد من التساؤلات الفلسفيه في الحياه والموت ويقدم مشاهد من العادات والتقاليد السودانيه والطبيعة البريه الجميله .

وقد قام مخرج هذا الفيلم باستنساخ مشهد من فيلم المومياء ( يوم ان تحصي السنين ) لشادي عبد السلام وهو يدخل داره بعد ان علم بحقيقة تجارة والده وها نحن نجد (مزمل) يقوم بذات المشهد داخل المنزل ، مشهد بدايه الفيلم الموكب الذي يبارك المولود والذهاب الي الشيخ يتشابه مع المشهد الجنائزي لنادين بلكي في فيلم هلا لوين إلا ان هذا لا يمنع من قوة الصورة والتمثيل اما عن الحوار فاللأسف لم استطع تتبعه بالطريقه السليمه حيث شاهدت الفيلم مصحوبا بالترجمة بالغة الانجليزية حتى استطيع ان افهم الحوار .

ستموت في العشرين فيلم سوداني جميل وممتع وادعو الجميع لمشاهدته .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى