السيد الجمل يكتب: السباعى ونبوءات ارض النفاق

أصبحت حياتنا الان جزء من رواية أرض النفاق والتى كتبها الاديب الكبير يوسف السباعى نعم هى من وحى الخيال لكنها اليوم حقيقة فعلية فكان عنده حدث مستقبلى لما سوف يتم فلقد ابرز الكاتب الكبير ان الاخلاق أصبحت سلعة تباع وتشترى ولم لا ونحن نرى ان الطلب على الجبن والخوف اصبح أكثر من طلب الشجاعة وأن المروءة حبوبها كماهى لا يخطر ببال احد شراؤها وعندما تجسد الكتاب كفيلم سينمائى بأسم ارض النفاق والذى قام ببطولته الفنان فؤاد المهندس لم يفى بالكثير من الروايه فالكتاب يختلف تماما عن الفيلم ولم أحقر من شأن الفيلم بل أوضح وجهة نظرى فى ان مخطوط الروايه أفضل بكثير من رؤية احداث الفيلم وارض النفاق يعيشها أفراد المجتمع الان

فإن الإنسان صنيعة الأوهام ‘ إنه يعيش على الأوهام وبالأوهام ، سعادته وهم ، وشقاؤه وهم ، وحزنه وهم .. هو لايهمه أن ينعدم الشرّ بقدر مايهمه ألّا يرى الشر ، إنه يفضل أن يخدَع مائة مرة على أن يعلم أنه خُدِع مرة واحدة .. و لا أظن هناك فارقاً كبيراً عنده بين أن تزول خبائث الحياة ، أو تُستر عنه

نعم صدقت ايها العبقرى ، فعبقرية الكاتب فى هذه الرواية لاتتمثل فقط فى الفكرة التى طرحها من تجارة الأخلاق وامكانية تناولها وامكانية استبدال فضيلة بأخرى . فلم يسرد لنا الكاتب موضوعا واحدا بل لفت الانتباه الى فلسطين والمحتل الاسرائيلى وتخاذل الحكام العرب عن نصرتها والدور المتخاذل
وتارة يدخل بك الى عالم التسول وما بها من تنظيمات سرية فهم اصحاب املاك ومن يتصدق عليهم يستحق الصدقة لنفسه .
ثم تجده يدخل بك الى طبقات المجتمع وما يمارسه الفقراء من خجل وما يمارسه الاغنياء من أسراف وتبذير .
نعم ان كل هذه التفريعات للقصة الواحدة خرجت من فكر عالم أديب سخر امكانياته العلميه لخدمة القارئ فعندما بدأت بقراءة ارض النفاق لم أكن اتخيل انها حقيقة هذا الزمن برغم الخيال الذى عاشه السباعى عند سرد قصته هذه والتسلسل العجيب للاحداث والتى تربطك اكثر بالقراءة وتجعلك تتمادى وتقلب الصفحات حتى تصل الى نهاية القصة ،

والكاتب السباعي له من الكتب والروايات الكثير تذخر بها مكاتب مصر فضلا عن الافلام السينمائية التى جسدت رواياته ونذكر نائب عزازيل ، إنى راحلة ، فديتك يا ليل، البحث عن جسد، بين الأطلال، رد قلبى ، طريق العودة، نادية، جفت الدموع، ليل له أخر، نحن لا نزرع الشوك ، لست وحدك، ابتسامة على شفتيه، العمر لحظة، أطياف، أثنتا عشرة امرأة، خبايا الصدور، أثنتا عشر رجلاً، في موكب الهوى، من العالم المجهول، مبكى العشاق، شارع الحب، اذكريني، ومن المسرحيات قدم أقوى من الزمن، أم رتيبة ، ومن القصص نذكر بين أبو الريش وجنينة ياميش ، يا أمة ضحكت، الشيخ زعرب وآخرون.

وأختتم مقالى كما أختتم الكاتب الكبير روايته حينما قال
“يا أهل النفاق! تلك هى أرضكم ، وذلك هو غرسكم ، مافعلتُ سوى أن طُفت بها وعرضت على سبيل العينة بعض ما بها ، فإن رأيتموه قبيحاً مُشوهاً فلا تلومونى بل لوموا أنفسكم ، لوموا الأصل و لا تلوموا المرآة .

أيها المنافقون! هذه قصتكم، ومن كان منكم بلا نفاق فليرجمنى بحجر .
وأن شئت ان أقول اننا من نستحق الرجم ياسيدى فهذه بذرة النفاق زرعت وترعرعت فى مجتمعنا وحان وقت حصادها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى