مروة سرحان تكتب: ماحدش حبني..

إكتشفت إن ماحدش حبني..
_ ازاي بتقولي كدا، انتي اكتر واحدة اتحبيتي من ناس كتير!
= طب ليه محدش فيهم فضل؟! ليه كلهم فى الآخر بيبعدوا ؟!
_ ممممم عادي يبقى النصيب.
= وأنا عمرى ما اعترضت علي نصيبي بس المسألة مش مُجرد نصيب.
_ أومال إيه؟!
= كُلهم كانوا بيبعدوا أول ما بتمرد.
_ مش فاهم..!
= كل حد دخل حياتي كان عايز يستمد قوته من ضعفي، كانوا بيستغلوا إحتياجي للحب والأمان كانوا شايفين إحتياجي للدفء والحنان فيبتدوا يشكلوني علي مزاجهم هما، تصدق كانوا بيشكلوا شخصيتي علي حسب اللي محتاجينه، علشان يكملوا النقص اللي فيهم، علشان يحسوا بالاشباع حتى لو أنا في قمة الإحتياج.

اللي ملوش شخصية كان بيعمل دكتاتور عليا، واللي ماكنش ليه مأوى غير حياتي كان كل شوية يتمرد عليا.
إستغلوا طيبتي وصدقي أما إتعريت قُدامهم بضعفي وقلة حيلتي.
ووقت ما كنت بقول “لأ” أنا ليا شخصيتي وكياني وأظن إن ده أبسط حقوقي كانوا بيبعدوا بأسرع مما تتخيل عشان كلهم حبوا فيا المسخ اللي شكلوه عشان يداري ضعفهم مش حبوا حقيقتي وطبيعتي وجناني.

عشان كدا بقولك أنا محدش حبني ولو كنت قابلت اللي يحبني حقيقي ماكانش بعد عني ولا قدر حتى يفكر في كده، النصيب شئ والنفوس الضعيفة اللي بتستغل ضعف اللي قدامها تحت مُسمي الحُب وتبعد عنه بحجج وأعذار وهمية ملهاش معني دا شئ تاني خالص ملهوش أي علاقه بالنصيب.
_ للدرجة دي!!
= وأكتر عرفت بقا إني عندي حق أما قولت مافيش حد حبني

العبرة مش بالبدايات.. العبرة بمن يتمسك بك حتى النهايات.
العبرة بمين بيقف معانا وإحنا تعبانين وإحنا فاشلين وإحنا تايهين ومتلغبطين وإحنا معناش حاجة ولا حيلتنا حاجة.
العبرة بمين بيكون جنبنا واحنا مكتئبين واحنا واقعين في المشاكل ومش عارفين نخرج منها.
العبرة بمين اللي بيقف جنبنا ومين هيآمن بينا وهيساعدنا نقوم مرة تانية وهيفضل جنبنا لحد ما نقوم.
العبرة بمين اللي بيحبنا لشخصنا لكيانا لذاتنا بيحب كل تفصيلة في حياتنا.

أكيد كلهم هيبقوا جنبنا وبيتمسحوا فينا وإحنا أغنياء ومشهورين، وإحنا أقوياء وناجحين، كلهم هايحبونا وإحنا لبسنا مُهندم وجسمنا مظبوط، كلهم هيحبنا وإحنا بنضحك ومنورين – لكن وألف لكن – مين هما اللي فيفضلوا جنبنا وإحنا مَكسورين وباهتين ومش متشافين؟؟ عارفين إنه هاييجي يوماً ما هنفقد جمالنا وصحتنا ويمكن فلوسنا وننحنى لملامسة الأرض، فهل ستنبت الأرض من يُسندنا؟
دول للأسف قُليلين وعلى صوابع الإيد الواحدة مَعدودين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى