محمد مطر يكتب: يا تنافق يا توافق يا تفارق
“يا تنافق يا توافق يا تفارق”، ثلاثية العيش في ميدان الحياة، فإن رفضت النفاق والموافقة على ما لا يرتضيه ضميرك الإنساني، فما عليك إلا المفارقة، والتي ستجعلك وسط هذا الكم الهائل من الانحطاط الجماعي للمجتمع، خصمًا للدنيا في ميدان الحياة، فهي لم تتمكن منك لأنك هزمتها بالاستغناء والزهد، وستُسد في وجهك الجهات الأربع، إلا جهة السماء، وما إن تولي وجهك نحوها إلا ويهبط منها شعاع يحمل من معاني الحكمة إلى كل من يحمل بداخله معاني الإنسانية التي لم تتغير رغم تحول الأزمنة واختلاف أشكالها، والقول ينسب إليه.. “يكون الأسد حبيسًا في قفصه، ولكن حبسه لا يجعله عبدًا لمن يطعمه”، وكنوع من التدريب على قراءة الرسائل الضمنية حدثتني نفسي.. ألم يكفيك هذا التواصل الروحي كي لا تهلع بعدها أبدا، وتصافح خسائرك الدنيوية بطمأنينة منتصر، وما إن تستلهم هذه المعاني وتستلهمك، تصبح في نضال يومي لأجل المحافظة على كرامتك في زمن الهوان.
وأعجب من ذلك أن تجد چل الذين يتحدثون عن عصر العلم ودهر القانون، هم من يسلبون الناس إيمانهم بالعدالة والمساواة، وكأن مثل هؤلاء الناس العاديين المهمشين الذين ما زالوا يحافظون على فطرتهم السوية هي مشكلتهم في الحياة، وهم من يسببون لهم الآلام والأحزان…
وإلى لقاء إن قدر الله لنا البقاء…