محمد مطر يكتب: المجتمع الإنساني
للمرة الثانية أردت أن أهزم حظي، وأحظى بشيء حقيقي يستحق الكتابة، وكنوع من الشرف الإنساني محاولًا أن تواجه الجرائم الإنسانية الصامتة، التي لا تنحصر، فليس كل جريمة تقع هناك إنسان مسئول عنها، بل هناك جرائم صامتة يشترك فيها المجتمع بأسره، ومن يوم إلى يوم يزداد النفور من مجتمع تطغى فيه المادة، ويتكالب الناس في سعار على كل شيء، وسط ضجيج هذه الجرائم الصامتة تستمر الحياة، تستمر وأنت تتخلى عن أشيائك يومًا بعد يوم لتفوز بنفسك فقط.
وتأتي الأجيال تلو الأجيال وتتغير، ومضمون الحياة في رتابة معتادة، وكأننا في دوامة دائمة من الاستنساخ، لا الإبداع والابتكار، فهل أصبحت الأسر في مجتمعاتنا غير قادرة على تنشئة أجيال تتسم بجمالية العيش المشترك والتسامح؟ مما يشكل منظومة جديدة للقيم، يستطيعون من خلالها بناء حياة جديدة!!! لم يمر علينا واقع أقسى من هذا الذي يدهسنا ويرغمنا على مجرد التعايش..
إن الألم هذه المرة في عقلي، وكأن المجتمع شخص تائه، لا منزل ثابت، لا علائق، لا روابط، ألم يحن الوقت أن يرمم المجتمع الصامت على جرائمه المشتركة جدار الروح المتهالك من عالم المادة، أم إننا مصممون على أن نفقد كامل إنسانيتنا ونصير وحوشًا ضارية!!!
وجوه عديدة لكائنات ذوات أجساد متشابهة تقريبًا وحكاية واحدة بعنوان عريض “العزلة”، ولعل اللافت أن العزلة كموضوع مرادف للصمت والكتمان، لكنها تنتج أسرارًا لا نهائية مما لا يمكن إدراكه إلا من خلال الإشارات الدلالية.
وإلى لقاء إن قدر الله لنا البقاء…