د. يسرا محمد سلامة تكتب: الأستاذ الدكتور أشرف مؤنس.. العالم الإنسان
تعرفت على سيادته في نوفمبر عام 2014م، كنت أحتاج إلى مراجعة ملف للكلمة الختامية والتوصيات الخاصة بمؤتمر علمي ما عُقد في ذلك الوقت، وكان متواجدًا فطلبت منه – رُغم عدم معرفته بي – أنْ يتفضل مشكورًا بعمل هذه المراجعة، ولم يتوان عن قبول ذلك بكثيرٍ من الحفاوة والترحاب، عندها علمت أنني أمام عالمًا انسانًا.
بعد هذا التاريخ، قررت أنْ ألجأ لسيادته في الكثير من الأمور العلمية والخاصة، وكان في كليهما نعم الأستاذ والأب، بل وكان يُشرفني بالقول إنني بمثابة ابنته الكبرى؛ لأنّ كبرى بناته – أ. لبنى – تصغرني بعامين، وعند حلول موعد مناقشتي التي كانت في أبريل من عام 2016م، اتصلت به كعادتي لأُبلغه بالخبر السعيد وهو تحديد موعد المناقشة، فما كان منه إلا أنْ استاء كثيرًا لعدم تمكنه من الحضور؛ لذهابه إلى الأراضي الحجازية لعمل عمرة، وهنأني مقدمًا على الدكتوراه وبأنه يثق تمامًا في حصولي عليها؛ لذلك كان يود الحضور ليشهد ذلك بنفسه، ثمّ جاءت اللحظة التي احتجت فيها أنْ أقوم بنشر الرسالة في كتاب وكان ذلك في نفس عام المناقشة، فكان سيادته أول من لجأت إليه لاستفسر منه عن دار النشر المناسبة لذلك،
وللمرة ال …………….. لم يتأخر في الرد عليّ بل وبادر من نفسه – دون أن أقوم بالسؤال – بأنه يتعامل مع دار نشر ستكون مناسبة جدًا لنشر الرسالة، ويوم تحديد المقابلة مع صاحب دار النشر ذهب قبلي ليكون في انتظاري في المكتب حتى لا أشعر بأي حرج أو قلق، وكنت قد جئت من سفر وكان الموعد مبكرًا، لكنه وصل قبلي رُغم ذلك، وأشرف بنفسه على كافة إجراءات نشر الكتاب ولم يمضي إلا وقد تأكد تمامًا أنّ النشر سيتم بهدوء وسلاسة.
وعند شروعي في كتابة كتاب يُعد تجربة مختلفة ورائدة في التخصص، وجدته مُشجعًا، متحمسًا للفكرة أكثر مني، وقد رحب كثيرًا بكتابة مقدمة الكتاب – على الرُغم – من انشغالاته العديدة سواء الأكاديمية أو الشخصية، هذا إلى جانب وقوفه الدائم إلى جواري في كافة أموري الشخصية والعلمية.
إنه الأب – العالم – الانسان الأستاذ الدكتور أشرف محمد عبد الرحمن مؤنس أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية التربية جامعة عين شمس، ومدير مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية سابقًا، الذي تشجعت في كتابة هذه السطور البسيطة عن سيادته – مع أنّ – أي حروف قد أضعها لتصف ما يُمثله سيادته لي لن توفيه كامل حقه، ولن تُعبر إلا عن جزء صغير جدًا من فضله عليّ، بارك المولى عزّ وجل في علمه وعمره، وحفظه لكل أحبابه وتلاميذه ومُحبيه