محمد مطر يكتب: لقد خنت ثقة الناس
صدمات متتالية هزت النفوس، وبلبلة الأفهام، وتسربت إلى النفوس نزعة جارفة للتحلل حتى من القيم الأخلاقية التي كانت وازعًا أخلاقيًا رادعًا فيما سبق، وامتدت إلى مناحي الحياة كافة، وبات تحرير الغرائز والرغبات المدفونة مطلبًا يكفر بكل القيم السائدة، والسعي لتغييرها بإدخال أفهام ومعتقدات جديدة وتضمينها في الواقع المعاش، وهو أمر يرفضه أولي النهى.
هنا على هذه البقعة من أرض الله، حيث الروحانية تغلب العقلانية، فينكمش الإنسان داخل نفسه مظهرًا عجزه التام، لأنه لا أحد ممن يُعَول عليه، يقول أنا ضد إنزال الموت على أرواح الأبرياء، لأنهم يخافون الخسارة، من تبني موقفًا إنسانيًا واضحًا وصريحًا ومحسومًا، دون تأويل أو تهويل أو مراوغة أو تجميل لقبيح، ويا لها من هزيمة أخلاقية يندى لها الجبين، فتجعل من يملك فطرة إنسانية ينزوي بعيدًا عن عالم الحشرات، ويصمت صمت القبور.
عذرًا سيدي القارئ، ففي وقت الأهوال لابد أن أكتب بسذاجة، وأن أتوقف عن الأدب والبلاغة، والألاعيب اللغوية وادعاء ما ليس فينا، فإن فضائل الرجال ليست ما ادعوها، ولكن ما نسبها الناس إليهم، أن تكون إنسانًا فهي غرامة ستكلفك الكثير والكثير…
وإلى لقاء إن قدر الله لنا البقاء…