السيد الجمل يكتب: رسائل الذكريات

انسدلت ستائر الذكريات وتزاحمنا الايام وتجرى بنا السنون وارى شريط الذكريات يمر كما البرق الخاطف فانظر فى عيون ولدى الصغير ارى برائتى فى صغرى ، عندما كنت اعشق كل شئ لا اعرف كيف ! ولكن احب كل من حولى وكل من حولى يحبوننى فكبرت شيئا فشيئا حتى نظرت فى المرآة فوجدت شخصا آخر غير الذى تعودت عليه شخصا اشتعل رأسه ببياض الثلج وانكمشت بشرته بعدما كانت هى ثروته التى يتباهى بها وأصبحت كالارض البور المشققة تنتظر ماء المطر ليرويها ولكن هيهات هيهات فماء المطر تحيى الارض بعد موتها أما بشرتى فقد اماتها الزمن ورسمت عليها مأسى الايام صورة أشبه بجدب الصحارى . انظر عندما كنت صغير كنت الهو والعب لا احمل الا هما واحدا هو هم الليل فكنت أكره الليل لاننى لا اعشق السكون كنت احب الحركة والجرى فى كل مكان . وعندما كبرت وعلمتنى الايام أن الليل له فضل عظيم  .

 

حيث اخلو بنفسى احادثها ، مع اننى كنت لا احب نفسى كثيرا إلا أن نظرات العيون من حولى ونفوس البشر المسودة كسواد الليل الدامس ، جعلتنى ارى الحقيقة شبه كاملة فالكمال لله وحده . واحمد الله على اننى لم أر الا أشباه الحقائق فلو رأيت الحقائق كاملة لجننت وأصبحت فى زمرة المجذوبين .

فنفوس البشر بعدما كانت تزخر بالخير لكل الناس وكانت النفوس كالماس . السلام  . الحب الحقيقي، العدل، كانت هى الرموز السائدة فى زمن ولى وانقضى . تمنيت كثيرا أن احيا فى مثل هذا الزمن ، لا ابالى للحقد ولا أرى الغل فى العيون ولا مكان للحسد . فقمة التكافل الإجتماعي كانت فى هذا الزمن المنقضى أجله .

 

واصبحنا نحيا فى زمن بات شعاره  غل .حسد حقد .كراهية  وتمنيت أن لا ارى هذا الزمن ولكن إرادة الله جعلتنى احيا وسط هذه النفوس المتلونه والتى لا تكاد ترى نور الشمس الا والتهليل والمدح ينطلق من الألسن  وكأنها فحيح الافاعى ، فكلما زاد الفحيح زادت معه الأموال . أنه زمن الرويبضة ياسادة . زمن اصبح التكافل الإجتماعي عبارة عن شات . ومكالمة هاتفية وكفى.

 

اصبحنا نقلد الغرب تقليدا اعمى . ورمينا بمعتقداتنا وعاداتنا وتقاليدنا عرض الحائط وأصبحت القلوب كالديكور نضعها لتزين المكان وكلها حقد وحسد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى