محمد مطر يكتب: فليهدأ العرب
ما إن انتفض الفلسطينيون دفاعًا عن أرضهم وعرضهم، وتطهيرها من دنس اليهود، إلا وسهام النقد توجه لهم ليس من أعدائهم، بل الأدهى والأمر من إخوانهم وبني جلدتهم، من الذين رضوا بأن يكونوا مع الخوالف ممن طبع الله على قلوبهم فهم لا يفقهون، وبدلًا من أن نتضامن معهم حتى بالقول دون الفعل وهذا أضعف الإيمان، رددنا لغة لا نعلم لها أصلًا”وأنا مالي”، وأصبحت “وأنا مالي”، هي العنوان الأبرز للحكومات العربية ومن يواليها من الشعب الذي يجهل حقائق التاريخ الفلسطيني وصراعه مع الكيان المحتل الغاصب، والقمع لكل من يريد أن يعبر عن تضامنه مع أشقائه بحرية من خلال تظاهرات سلمية ممن يعون حقائق الصراع في الأراضي الفلسطينية.
وفي رأيي أن أصحاب هذه اللغة الدخيلة على العربية “وأنا مالي”، لا تعبر إطلاقًا عن هوية وثقافة وأخلاقيات السواد الأعظم من الشعوب العربية…
وعلى النقيض تمامًا من لغة الحكومات العربية وموقفها الذي لا يرتقي أبدًا لثقلها وعراقتها وتاريخها، فقد عبرت ولازالت الشعوب الغربية عن نقمتها للممارسات الهمجية من جانب الكيان الصهيوني المحتل الغاصب، في تظاهرات سلمية، وصلت حد الاعتصامات داخل الجامعات الطلابية خاصة في أميركا، فمن كان يتوقع أنه في يوم من الأيام ستنقسم شاشات القنوات الإخبارية العالمية، إلى أجزاء عدة لنقل الاعتصامات الطلابية داخل الجامعات الأمريكية، لإيقاف المذابح التي يقوم بها الاحتلال ضد أشقائنا في فلسطين، وليس بيننا وبينهم من رابط سوى الإنسانية التي افتقدناها كعرب.
ويبدو أن التظاهرات هذه ستكون القشة التي ستقسم ظهر النتن ياهو، وكيانه الزائل يومًا ما، وليس النتن ياهو وكيانه فقط، هم من سيدفعون الثمن، بل إنني أدعي أن الاعتصامات الطلابية داخل الجامعات الأمريكية هي من ستحدد هوية الرئيس القادم لشيطان العالم الأعظم أمريكا.
إن الدماء الفلسطينية الزكية تخطت حدود الإقليم وأصبحت تقود العالم أجمع نحو تشكيل وعي جمعي مجتمعي جديد يلوح نوره في الأفق ولا عزاء للقاعدين والمتخاذلين.
وأقول الآن.. فليهدأ العرب فقد تحمل غيرهم ممن يعون جيدًا معنى الإنسانية مهمة تغيير قواعد السياسة العالمية قولًا وفعلًا…
وإلى لقاء إن قدر الله لنا البقاء…