صفوت بسطا يكتب: بابا جه

بابا جه هو مسلسل كوميدى من بطولة أكرم حسنى، وتدور قصته بأختصار عن هشام (أكرم حسنى) الذى يفقد وظيفته كمدير لأحد الفنادق ويضطر للبحث عن عمل أخر لرعاية أسرته، ويتوصل هو وصديقة لفكرة تأجير هشام كأب لمن يحتاج ذلك، ومن خلال الحلقات تكتشف أنه مرة يذهب فى رحلة مدرسية مع طفلها والدها مشغول عنها طوال الوقت، فيلجأ لتأجير هشام ليقوم بدوره ويذهب مع ابنته الرحلة بدلا منه لأن إدارة المدرسة طلبت منها ذلك، ومرة أخرى تأجره أحدى الأرامل لقضاء يوم مع طفلها الذى يرغب فى أن يكون له أب وهكذا.

أنا هنا لست ناقدا فنيا لأناقش المسلسل كعمل فنى، ولكن ما أعجبنى حقا هو القصة والتركيز على دور الوالدين فى حياة أبنائهم وتأثير غيابهم عليهم.

فقد يسمح الله أن يغيب الموت أحد الوالدين، ويصبح الأطفال يتامى الأب أو الأم، وهى تجربة صعبة جدا على الأطفال كلما كان سنهم أصغر، وعلى الشخص الموجود الأب أو الأم أن يقوم بالدورين معا، وهو أمر غاية فى الصعوبة، وربنا يعين كل شخص فى هذه الظروف، ولكن على الجانب هناك بعض الأباء والأمهات يختاروا هما بأنفسهم الغياب عن حياة أبنائهم، أما بالأنشغال الدائم بالعمل أو بأى شئ أخر.

ولكن هل فكر أحد الوالدين فى تأثير غيابه عن أبنائه، فقد اثبتت دراسات عدة أن غياب الأم او الحرمان الأمومى لدى الأطفال، يؤدي إلى أمراض نفسية قد تصبح خطيرة في مرحلة ما على حياتهم، أو أمراض قد يحملوها معهم الى سن الرشد قد تؤثر على حياتهم بكل مراحلها، بدءًا من التبول اللاارادي، فالانطوائية والانعزالية وعدم الثقة بالمحيطين والخوف الدائم من فقدان كل شيء يعنيهم، هذه العوامل تجعل الطفل عدوانياً صعب المراس، إلى الهزل والمرض بسبب القابلية لألتقاط الأمراض المعدية، عدا عن التأخر الذهني والتراجع في الدراسة، مما يشكل خطراً على مستقبل هذا الكائن الصغير، العلمي والوظيفي لاحقاً.

وعن دور الأب تقول الدراسات، أن الأب هو الهرم الرئيسي في العملية التربوية، وعلى كل أب أن يدرك مدى أهمية وجوده داخل هيكل الأسرة، وتشير إلى أن هذا الوجود لا يتمثل فقط بالمال أو الحضور الشكلي، بل بالحنان والعاطفة والحوار، وتعليم الطفل مبادئ الحياة بشكل مباشر.

وتؤكد الدراسات أن التربية مسؤولية مشتركة بين الأبوين حيث يحمل الأب بعض المهام والصفات التي عليه زرعها بالأبناء، وتحمل الأم بعضها الآخر.

وتلفت الدراسات إلى أن 90% من شخصية الطفل تتكون ما بين 5-8 أعوام حيث يكون الطفل في هذا العمر بأمسِّ الحاجة لوجود الأب بجوار الأم، ليبني الطفل شخصية متوازنة.

أخيرا.. ربنا يرحم كل أم أو أب غيبهم الموت عن أطفالهم، ويعين الموجود على أكمال الطريق، ويسند الأطفال اليتامى ليعبروا تلك التجربة بأقل الخسائر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى