محمد مطر يكتب: لماذا تكتب رغم غياب القارئ؟
أعتبر الكتابة من المسرات الخاصة، والانغماس فيها شفاء لما في الصدور، فالكتابة بالنسبة لي تطهير من عقدة الخوف، وفي تلك الظروف التي لم يعد فيها من هاد للبشرية، بعدما دخلنا المتاهة الحديثة، ليس لنا إلا اللجوء إلى الكتابة الحقيقية، فمن الحقيقة تنبع المودة والطمأنينة، والمدمجة بالخيال، حتى نستطيع أن نواجه فظاعات الحياة التي تفرضها علينا، والكتابة لا تحتاج إلى قلم ذهبي، بقدر ما تحتاج إلى مداد من دم وعرق ودموع، ويفسدها الكسل والجبن.
إلا أنه وفي أحايين عدة لا أعرف بالضبط ما أفكر فيه، وربما لهذا السبب أيضًا أشرع في الكتابة، وكأن الكتابة بالنسبة لي هي البحث عن المجهول في خبايا النفس، ومعرفة ما هو ضائع في تضاعيف الذات.
إن الكتابة هي عملية ارتقاء من الخصوصية إلى العمومية، فهي مخاطبة للنفس بالأفكار، والكاتب يستضيف قراءه، فيجزل العطاء عليهم، فتشنف آذانهم بجميل لفظه وحسن بلاغته وسهولة لغته، دونما تعقيد أو تكتيل، بل تنوير وتصحيح…
وإلى لقاء إن قدر الله لنا البقاء…