إبراهيم العمدة يكتب: وزارة مدبولي.. حكومة تتقن الفشل
آن الأوان أن ترحل حكومة مصطفى مدبولي وبهدوء قبل أن تتفاقم الأزمة الاقتصادية أكثر من ذلك، إذ أن جميع الشواهد تؤكد أن حكومة مصطفى مدبولي فشلت فشلًا ذريعًا في إيجاد حلول للوضع الاقتصادي الذي ألم بالمواطنين، ويزداد الأمر سوءً يومًا بعد يوم.
السبب الأساسي لغليان وارتفاع الأسعار وهذا الوضع الاقتصادي هو هذه الحكومة الفاشلة والمفلسة فكريًا
المؤكد بالنسبة لي أن هذه الحكومة ليست على قدر طموحات الرئيس، فكلما نظرت إلى تطلعات الرئيس التى يعلنها فى اللقاءات المذاعة تليفزيونيًا اطمأن على مستقبل بلدنا، لكن كلما حللت أداء الحكومة أجد تفاوتًا كبيرًا بين الأمرين، واسأل نفسى كيف لهؤلاء أن يستطيع تنفيذ استراتيجيات الرئيس.
كلما شاهدت مستوى أداء الوزراء، أحزن لأن كثير من الوزراء غير أكفاء لمناصبهم وأدائهم يشبه الموظف الذى يسجل حضورًا فى الثامنة صباحًا وينصرف الرابعة عصرا ويتفاخر بين زملائه بأنه قبض راتبة كاملًا وليس عليه خصومات تأخير لو بحثت خلف هذا الموظف بسياسة العمل التى انتجت الجمهورية الجديدة والتى اتبعها الرئيس ستعرف أن هذا الموظف لا يصلح للعمل وأن خروجه أكرم له وللدولة.
هذا الحديث ليس محض افتراءات، لكن كلنا يعلم أداء الوزراء ولنضرب المثل أولًا بوزير التموين الدكتور على المصيلحى، فهذا الرجل لا يعرف شيئًا عن الإدارة سوى رفع الأسعار ولا يعرف أيضا الرفع التدريجى، بل يفعل ذلك بقفزات والسكر والزيت خير شاهد على أفعاله.
الغريب أن المصيلحي لا يجد عيبًا فيما يفعل ويبرر فشله قائلًا: إن إتاحة السلعة أهم من رفع سعرها وهذه سياسة قالوا قديمًا عنها “عذر أقبح من ذنب”.
أزمة المصيلحي لا تقف عند حد رفع الأسعار، بل إنها كانت سببًا وعاملًا رئيسيًا فى جشع التجار وازدهار السوق السوداء.
فشل الوزير ظهر فى تخبط إدارة المنظومة التموينية فهو لم يقدم حلًا واحدًا لأزمات التموين بل ينتظر توجيه الرئيس ثم..ثم يخرج فى الإعلام ليقول نبحث آليات تنفيذ توجيهات الرئيس فهل هذا الوزير على قدر الجمهورية الجديدة.
ماذا لو لم يتدخل الرئيس؟ وماذا لو لم يكن هناك معارض ومبادرة من الدولة؟
الإجابة سنجدها قطعًا في الهتافات التي رددها مواطنون ضد وزير التموين الدكتور على المصيلحي أثناء افتتاحه أحد المعارض.
أما فى حال التعليم فحدث ولا حرج، فبعد أن كان هناك شبه تعليم فى المدارس، أصبح الأمر منعدمًا في عهد الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إذ تدهور التعليم وتفشت مافيا الدروس الخصوصية فى عهده أكثر من السابق بمراحل فالرجل رغم أنه ابن الوزارة، إلا أنه فشل فى مهمته الأساسية من تطوير المناهج وإعادة التقدير للمعلم، وأصبحت المدارس عبارة عن جرس يدق فى الصباح وجرس يدق بانتهاء اليوم الدراسى.
أيضًا نرى بوضوح بصمته في الامتحانات التي لم تتوقف أزماتها خاصة في امتحانات الشهادة الإعدادية، الغريب أن الوزير رضا حجازي جاء في الأساس في تعديل وزاري ليُصلح أوضاعًا كانت محل شكوى لكنه فشل في ذلك بل وتفاقمت هذه المشاكل في عهده.
الوزير الآخر الذى عليه الكثير من الملاحظات هو الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة والسكان، فلا يزال ملف المستشفيات يأن بشكوى المريض، والوضع يشبه كثيرًا وزارة التموين فلولا فكر الرئيس ما حدث تطور على القطاع الصحي، ويجب أن نذكر أن القضاء على فيروس “C” كان في الأساس مبادرة من الرئيس، كما أن قوافل حياة كريمة والتي هي في الأساس مبادرة رئاسية لزادت معاناة المواطنين خاصة في القرى.
وملف الصحة النفسية ومستشفى معهد ناصر خير دليل على ذلك، فرغم سقوط اكثر من ٩ ضحايا فى مستشفى العباسية للصحة النفسية بسبب الوباء والإهمال الطبى والإدارى وتدهور الأوضاع فى مستشفى حلوان وأسوان للصحة النفسية، إلا أن الأوضاع لا تزال كارثية ولم يتحرك الوزير لمجرد التصحيح وليس تقديم إنجاز.
الوزير لا يعرف أن الاستمرار فى الإدارة الفاشلة سيكون ثمنه المريض وليته مريض عادي لكن مريض الصحة النفسية الذى يحتاج إلى مجهود مضاعف وطبيب متخصص وإدارة ناجحة تمتلك روح القانون، مع القانون.
مستشفى معهد ناصر حدثت به مشاكل كبيرة بين أطباء قسم الطوارئ وبين الإدارة ووصل الأمر إلى تقديم أكثر من 20 طبيبا بقسم الطوارئ استقالة جماعية ما أحدث ارتباكًا بالقسم لكن الوزير لم يتحرك قد أنملة.
وسبق أن طرحنا عدة تساؤلات عن بعض الملاحظات على مدير المعهد، إلا أن خالد عبدالغفار لا يعرف إلا لغة التجديد والتجديد رغم الفشل والفشل والمشاكل.
الرجل فشل أيضًا فى تحقيق مبادرة إنهاء قوائم الانتظار التي أعلن عنها الرئيس.
فهل هذا الوزير على قدر الجمهورية الجديدة!
أيضًا وزير المالية حدث ولا حرج، فكل الوزارات تُلقى باللوم عليه، في تأخر مستحقات الوزارات، بالإضافة إلى تصريحاته المتخبطة لكن لا حياة لمن تُنادي.
ورغم كل ذلك لا يزال مدبولي، قابعًا على كرسيه ويحدثنا عن أداء الوزراء وأنهم على قدر ثقته، متجاهلًا جنون الأسعار ونارها الذي كوى المواطن.
الحكومات يا سادة دورها الاهتمام بالصناعة وزيادة الإنتاج وجذب الاستثمار والسياحة والتصدير لمعالجة متطلبات الدولة بعيدا عن جيب المواطن.
كل ما تفعله الحكومة ضد كل قناعات الرئيس وأولها ارتفاع الأسعار والدولار.
وتقييمي لحكومة مدبولي أنها حكومة تتقن الفشل.. فمتى ترحل.
وللحديث بقية