محمد مطر يكتب: موهوم
كان شيءٌ من الخيال في البدء، دافعًا إلى مغامرة لفعل لا سبب له، سوى أن الواقع يجب أن يتغير بعمل فردي، لينقلب على زرع، فـــفلح، فحصد، كــعمل من أعمال المجتمع الريفي، دورة حياة روتينية، لا جديد فيها يُذكر، وكل ما هو قديم فيها يُعاد، إلا أنه يُدرك بمداركه المغايرة لأبناء جيله، أنه يسري تحت جلده إنسان غير ذلك الذي يظهر للعامة…
هذا ما يملأ رأسه، إنسان من الأحياء، يبحث عن رزقه اليومي، بفطرة سليمة، وعرق جبين، وكفاح بطولي، مؤيدًا لفلسفة الحياة التي لم يقرأ عنها في الكتب، والتي تتبنى القضية الأهم، وهي أن العمل هو حقيقة القضية الإنسانية، بعيدًا عن بنية المجتمع المحيطة، التي ترفض في عنف صارم أن تكون أنت، أو خارجًا على الموروث البالي، وهو تعبير واضح وصريح عن استلاب الإنسان لمغزى وجوده، على هذا الكوكب الذي يسمونه الأرض…
ولأن البطل اسمه موهوم، فقد أراد أن يعبر عن مغزى وجوده بطريقته المغايرة للسائد الفاسد، أو لحاجة في نفس موهوم، ليست سرًا إن أخبرتكم بها، فقد أراد إثبات فساد المنظور الشائع، المتمكن من الــلاوعي للعقل الجمعي للمجتمع، عن أنه مجتمع الوصولية، وهذه فسيفساء من شئون الحياة الصغيرة، والتي هي نواة للقضايا المجتمعية الكبرى، التي يعاني منها الكثير والكثير جدًا…
بدا أن الواقع يتغير شيئًا فشيء، بإيقاع بطيء كــسلحفاة، ليستمر الحال حينًا من الدهر هكذا، وبين الفينة والفينة، تتخلله إشارات لم ترتق بعد إلى مكانة الأدلة، لكنها إشارات تفضي إلى تصور أسطوري لما يمكن أن يتمخض عنه مستقبل غير مرتقب لـــموهوم…
للقصة بقية إن كان في العمر بقية…