الكورونا والسناتر لا يجتمعان

بقلم: شوكت كمال

بعد اجتماع الرئيس عبدالفتاح السيسي مع رئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولي واتخاذ عدة إجراءات بهدف حصار كورونا ومنع انتشاره، منها تعليق الدراسة لمدة أسبوعين وإغلاق السناتر ومنع إقامة الموالد- انتابنى شعور بالسعادة كولى أمر مثل غيري من ملايين المصريين؛ حيث الاطمئنان على أبنائنا؛ خوفًا من أن تصل إليهم عدوى الفيروس اللعين.

إلا أن أكثر ما أسعدنى حقًّا هو إغلاق السناتر بعد نحو ثمانية أشهر على بدء مهرجان الدروس الخصوصية منذ أغسطس الماضي، حيث ابنتى بالثانوية العامة هذا العام، واستنزاف دخلى الشهرى على تلك الدروس اليومية بين حصة وحصتين.

والسؤال الذي يطرح نفسه: هل كانت الحكومة تنتظر كورونا حتى تهب وتهاجم السناتر وتقوم بإغلاقها؟ لماذا لم تفعل ذلك من قبل رحمة بهذا الشعب الذي ملّ وضجر من هؤلاء المعلمين الذين يتفننون فى ابتكار الوسائل من حصص إضافية إلى ملازم إلى بوكليت بهدف «حلب» جيوب المواطنين؟!.

أعلم أن هناك معلمين أكفاء لديهم ضمير يقظ ولكنهم قليلون وسط طوفان الصنف الآخر من الأباطرة الذين يمثلون، للأسف، السواد الأعظم من المعلمين.

لقد كتبت فى هذا الأمر من قبل وأخشى ألا يفهم المقال بأنه تكرار لسابقه، ولكنه يشير إلى أن حال التعليم عندنا فى مصر لم يتغير منذ سنوات عديدة، فالاعتماد الكلي في التحصيل على الدروس الخصوصية بعد أن فقدت المدرسة دورها التعليمى والتربوي، أيضًا، للأسف الشديد.

إننى أناشد الدكتور مصطفى مدبولي أن ينظر إلى حال المدارس وخلوها من التلاميذ، خاصة فى الصفين الثالث الإعدادي والثالث الثانوي، وأن يوجد من الوسائل، بعد الرجوع إلى خبراء التعليم، ما يجعل المنشآت التعليمية تقوم بدورها المأمول من مدّ أبنائنا بالمعلومة الصحيحة وغرس القيم الفاضلة فيهم؛ حتى ينقلوا ذلك لغيرهم فينفعوا أنفسهم وبلادهم أيما نفع، بدلًا من تلك السناتر التى همّ لها سوى جمع المال من أولياء الأمور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى