الدكتور هيثم القرعان يكتب: عرب الداخل ال٤٨ الخط الأخضر بين المطرقة والسندان
قال تعالى . ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُم بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ} صدق الله العظيم ما نشهده اليوم هو انتصار
تحرير الاسرى هو انتصار
كسر إرادة إسرائيل هو انتصار
فرض شروط المقاومة الفلسطينية هو انتصار
صمود الفصائل الفلسطينية هو انتصار
عودة اهالي غزّة الى منازلهم هو انتصار
تخبط حكومة نتنياهو هو انتصار
انحياز الرأي العام العالمي لفلسطين هو انتصار
أسئلة كبرى سيطرحها الفلسطينيّون على أنفسهم بعد انتهاء الحرب الهمجيّة على غزّة، حول الحسابات والكلفة والنتائج، ولي الإسرائيليّين فقط وإن كانوا مصدومين لم يصبروا، إذ بادرت شرائح واسعة منهم إلى طرح أسئلتهم الحارقة، وانتقاداتهم اللاذعة لقياداتهم، الّتي تتعلّق بأسباب إخفاق دولتهم بمنع الهجوم الفلسطينيّ الصاعق في السابع من أكتوبر.
وبطبيعة الحال، هناك فرق بين دولة استعماريّة ولد منها نظام فصل عنصريّ مهجوس بوجوده، ونزعت عنه منظّمات حقوق إنسان عالميّة الشرعيّة من جهة، ومن جهة أخرى شعب تعرّض لنكبة قبل 75 عامًا متواصلة بوسائل مختلفة من العنف والسيطرة، وتؤمن غالبيّة قياداته ونخبه، بأنّه منخرط في أحد أخطر فصول التحرّر والانعتاق من السجن، سجن الاحتلال ونظام الأبرتهايد، القائم بين البحر والنهر.
ليس موضوع هذا المقال الخوض في تلك الأسئلة الكبرى في وقت يتعرّض الشعب الفلسطينيّ في غزّة إلى مخطّط إبادة فعليّ، وفي الضفّة الغربيّة والقدس، إلى قمع وقتل وهدم البيوت من خلال الجيش والمستوطنين، لأنّ الأولويّة الكبرى والعاجلة لهذا الشعب، وفقًا لقياداته ونخبه، هو تعزيز الصمود وصدّ العدوان ومخطّط التهجير ووقف الحرب الهمجيّة، وإحباط الهدف الإسرائيليّ الإستراتيجيّ المتمثّل بتصفية الحقّ الفلسطينيّ.
هذا المقال يهدف إلى محاولة فهم أو توضيح أسباب غياب الفعاليّة من جانب فلسطينيّي الـ48 تجاه هذا الفصل الدمويّ، حتّى هذه اللحظة، وما إذا كان هذا السلوك يمثّل ردّة أو محدّدًا لتحوّل في النهج الكفاحيّ، أم أنّه مجرّد وقاية مؤقّتة من الجنون الإسرائيليّ، مرتبط بظروف الحرب الحاليّة، والّتي تستغلّها المؤسّسة الإسرائيليّة الرسميّة لتوطيد سيطرتها من خلال اللجوء إلى منظومة إجراءات دراكونيّة، جعلت الشيوخ يتذكّرون حقبة الحكم العسكريّ الّذي اعتمدته إسرائيل لمدّة عقدين كاملين بعد النكبة مباشرة كجزء من نظام السيطرة وإعادة هندسة الوعي، ولمنع عودة اللاجئين، الى أقاربهم.والحقيقة، يعيش غالبيّة فلسطينيّي الـ48، حالة من الفجيعة على ضحايا الحرب الإباديّة، ومن الاكتئاب الشديد لشعورهم بالعجز التامّ عن القيام بأيّ نشاط شعبيّ يمكن أن يضغط على إسرائيل بوقف الحرب، أو حتّى جمع تبرّعات الّتي لا يمكن أن تصل في الظرف الحاليّ، بل العجز أحيانًا حتّى التعبير علنًا عن حزنهم. لكن، هناك أيضًا شعور بعدم الرضا عن الذات، بل بتأنيب ضمير لدى الكثيرين، لأنّه في العادة ينتظر منهم أن يتحدّوا ويسكروا القيود المفروضة، مهما كان الثمن. وعلما جرت العاده ان يكون عرب الداخل مع إخوانهم في مصابهم من خلال المسيرات والتنيد والوقوف بجانب أهلهم من الشعب الفلسطيني ولكن أصبح الان بعد السابع من أكتوبر متفرجين على ما يحصل لانه اعتبروا ان من بداء بالهجوم هم المقاومه . ان إلى غدا إلى ناظره لقريب .
وقبل تلخيص بعض الأسباب الّتي تشرح هذا الصمت، من خلال الحديث ومتابعة مباشرة لحديث الناس، لا بدّ من التذكير بحقيقة تاريخيّة؛ اعتاد الفلسطينيّون في إسرائيل أن يخرجوا إلى الشوارع تضامنًا مع شعبهم عندما تكون إسرائيل هي البادئة بالهجوم. والحالات الّتي بادروا هم بأنفسهم إلى إطلاق حراك شعبيّ عارم ومؤثّر، عندما تعلّق الأمر بقضايا تخصّهم مباشرة وخاصّة قضيّة الأرض. وأهمّ هذه الحالات انتفاضة يوم الأرض عام 1976، ومظاهرات أراضي الروحة في منطقة أمّ الفحم عام 1998، وحملة التظاهر وإغلاق الشوارع ضدّ مخطّط برافر التهجيريّ عام 2013. وعودة إلى الأسباب الكامنة خلف التزامهم البيوت منذ انفجار أنّه في هذه الحرب، كان الطرف الفلسطينيّ هو المبادر بعمليّة عسكريّة غير مسبوقة بمستوى التخطيط والتنفيذ، وبمستوى خطورتها، وقد وصفها غالبيّة المحلّلين العسكريّين الإسرائيليّين، وفي العالم، بأنّها أكبر ضربة إستراتيجيّة تتعرّض لها المنظومة الأمنيّة والعسكريّة الإسرائيليّة. لقد رأى الجميع انهيار وهم السجن، عقيدة بنيامين نتنياهو وفريقه الأمنيّة، الّتي تنصّ على حشر مليونين ونصف فلسطينيّ إلى ما لا نهاية في ظروف شديدة البؤس والحرمان والموت الفعليّ والبطيء، وبفصل قطاع غزّة عن الضفّة الغربيّة، وإدامة الانقسام داخل الحركة . وقد لم ينتهي بعد تبادل الاسرى بين الطرفين واستخدام الهدنه من قبل الطرفين من أجل أن يعتبر الطرف اليهودي نصر له أمام شعبه . في القبول الهدنه المؤقته . Dr.alquraan@gmail.com