علاقه حجر النرد بالحب الأول ووظيفتك الحاليه وكل خطواتك

بقلم / حذيفة عرفات

هناك ستة احتماﻻات قائمة في كل مرة تطلق فيها يديك النرد طارحاً إياهُ أرضاً، تمنِّيك حدوث احتمال مقابل الإحتمالات الأُخري وإحساسك الذي يكاد يصل حد اليقين بانّ احدهم سيكون المنتصر ، ناهيك عن ترجيح من يشاهد اللعبة من البداية وحدسه ، كُل هذا وأكثر ﻻ ينفي ابداً كونُه مازال هناك خمسة احتماﻻات اخرى قائمة وبنسب تكاد تكون متساوية وتلك حقيقة ﻻ تحتمل الشك.

 

والآن وعطفاً علي تلك المُقدمه الفسلفيه عن حجر النّرد و نظرية الإحتمالات ، في أيٍ من تلك الألعاب التي تعتمد علي حجر النرد بديهي أن تعلم بأن الإحتمال الذي ترجو حدوثه قد يحدث كل ست مرات مرّه واحده ، ذلك لأن حجر النرد يحتوي علي ستة أوجُه ، والإحصائيون يعبّرون عن هذا بأنّ نسبة حدوث أحد الإحتمالات تساوي هذا الإحتمال مقسوماً علي عدد البدائل المتاحه ، وعليه فإنك وأحلامك تقع تحت طائلة عدد لا نهائي من الإحتمالات البديله .

لا تنفُر منّي عزيزي القارئ وأعرني إنتباهك دقيقه فإن كُل ما أود أن أقولُه  ” الأمر أصعب من ما تراه بل وأكثر تعقيداً ”

 

– علي سبيل المثال من بين كُل الوظائف المُتاحه والغير متاحه هناك وظيفه واحده ستحظي بها ، وأخري ستحلم بها ، وكثير ستتقدم إليهم ، احتمالات لا حصر لها وما يحدد حدوث إحداهم علي الأخري ليس فقط سعيك أو إستحقاقك ، الأمر ليس بتلك السهوله ..

 

– هناك في ركن ركين من عالمك الخاص أنثي تُفضلها علي الأخريات وتتمناها زوجه .. لكن  إحتمالية حدوث ذلك نظرياً ببساطه هي حاصل قسمة تلك الأنثي علي تعداد الإناث عامةً ، وهذا بالمناسبه ما يُسمي بالنصيب ، الرب ومن كل تلك الإناث إختار لك تلك التي ستُرافقك ما تبقي من حياتك ولِحكمه لا يعلمها سواه ..

– إحتمالية ما يحدث في يومك ومن ستُقابله ومن ستُفارقه وما سواهم ، كل تلك الأمور وأكثر تخضع لعدد من الإحتمالات لا ينتهي .. أمر مُرعب بشكل فجّ..

– الخُطوه التي تخطوها حالياً وسابقتها والتي تليها ، أنفاسك التي تُبقيك علي قيد الحياه ما بين شهيق وزفير يتناوبان ، كل ماكنت عليه والذي كان البنيه التحتيه لما أصبحت عليه ، كُل تلك الأمور كانت تُهيَّئ إليك ، لم تحدُث بالصدفه وفرضاً لو تغيّرت خطوه لتغيّرت كل الأمور بالتبعيه ..

 

أحد الأصدقاء قال في وصفه للأمر جمله عظيمه ” أنا تهتهت وأنا بفكّر ”

 

 

الحقيقه أن هناك عشوائيه منظمه و فوضي خلّاقه تتحكم في الأمور بمُجملها  ، و تلك الإحتمالات الكثيره تثير الغثيانوالقلق علي التوازي بمجرد التفكير بها ، ولكن من المهم أن تعلم جيداً بأن الربّ يُسيّر الأمور بما يراه أفضل ، ليس أفضل لك ولكن أفضل لسريان ألامور من حولك علما بأنك لست بمركز الكون ، في النهايه سيعطيك الله ما تستحق .

 

أخيرا بالطبع لن أترك لك ألامر معقد هكذا بدون ابداء حلول ، فهناك ذكر مفضل لي عندما ينهكني التفكير في الاحتمالات فقط الأمر يحتاجك تتنهد بقوه وتقول      ” سبحان من يعلم ما كان وما سيكون وما لم يكن وكيف كان سيكون “

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى