محمد الجداوي يكتب: «المهابيش»
لست من هواة ركوب «الترند»، أو الأتوبيس أبو دورين، بينما أحبذ دائمًا أنا أركب دماغي لحد آخر الشارع، وأشاور لميكروباظ، أو توك توك مؤمن عليه ضد المطبات وحوادث خطف الأذن الوسطى بسبب ضجيج الـ DJالمُصاحب للزبون خلال الرحلة.
وعند وصولي للعمل على صفحتي الشخصية بـ فيسبوك، دائمًا ما أجد أحد «المهابيش» يتصدر هذا الترند، وبطبيعة الحال بعد الاطمئنان على أم البنات وعدد علب الزبادي -عرض 6+1 هدية- في الثلاجة، يستقر بي الأمر في البحث عن ماهية هذا المهبوش، الذي أتحفنا بظهوره المفاجئ من خلال تصريح لوزعي مشمشي حمصي بمناسبة حلوى المولد، لأجد أن الهيافة ليها ناسها، وأن ما تحدث به هذا المهبوش لا يدعو لكل هذا الاهتمام، فالبحث عن تخفيضات على حفاضات البيبي، أو كراسات الأولاد التسع أسطر، ومزيل أحزان المدام أهم بكثير من تصريحاته وانفعالاته وتلميحاته.
مع نهاية الشيفت وتسليم التقرير الذي أكتبه عن مهبوش هذا اليوم، أكون قد توصلت لحقيقة لا يمكن إنكارها أبدًا، أن هؤلاء «المهابيش» صاروا أيقونات في جوف هذا المجتمع، ويجب إقصائهم باختراع تركيبة دوائية على شاكلة «فوار» محلي الصنع سريع الذوبان وبطعم «النسيان».