الدكتورة كلارا عزام: البيوتكنولوجي والبيولوجيا الجزيئية سر تحسين  وإكثار المحاصيل  .. وأداه هامة للمشروعات القومية 

حوار / محمد نبيل
مشروعات طموحة تعمل عليها الدكتورة كلارا عزام ترتقي بها بمستوي البحث العلمي وتطبيقاته ذات العائد المباشر علي خطط التنمية وخدمة المجتمع والقطاع الزراعي ؛  والتي نجحت في إيجاد الكثير من الحلول التطبيقية لبعض المشاكل من خلال إستخدام التقنيات الحيوية  والبيولوجيا الجزيئية ؛ كالتوصل لايجاد طرق حديثة لانتاح سلالات مقاومة للجفاف والامراض والحشرات من نباتات الارز وزهرة الشمس والفول السواني علاوه علي مقاومة الفطريات المفرزة لاخطر المواد السامه ” الافلاتوكسين ” ، وكذلك التغلب علي المشكلة التي كانت دوماً تواجه محصول عباد الشمس كاحد المحاصيل الهامة في استخراج الزيوت ، كما تمثل مصر في الوقت الحالي كباحث رئيسي في المشروع العالمي الذي يهدف الي تعزيز الامن الغذائي والتغذوي وتطوير العمليات الزر
اعية القائمة علي الكتلة الحيوية في القارة السمراء لتعزيز الاستدامة والاستفادة من المواد الأولية  لذلك كان لزاما علينا أن نطرق ابواب قسم بحوث الخلية التابع لمعهد المحاصيل الحقلية – مركز البحوث الزراعية لنتعرف علي اهميته وانشطته التطبيقية  العلميه الحديثه ودورها في تحسين المحاصيل من خلال لقاءنا والدكتورة كلارا عزام رئيس قسم بحوث الخلية – معهد بحوث المحاصيل الحقلية  ، والتي حصدت الكثير من الجوائز المحلية والعالمية  ، وهي صاحبة لقب أمرأة الانجازات والمشرفة علي الرسائل العلمية ، وناشرة الأبحاث والكتب المحلية والعالمية ، كما تتعدي انشطتها البحثية لتصل الي العمل الاهلي وخدمة المجتمع المدني ..فالي نص الحوار:
 
بداية..    نود أن نتعرف علي بداية إنشاء قسم بحوث الخلية والغرض منه ؟  
قسم بحوث الخلية من أقسام معهد بحوث المحاصيل الحقلية – مركز البحوث الزراعية ، وقد أنشئ هذا القسم في عام 1989 ؛ لمواكبة التطور العلمي في مجال تربية النباتات والذي يعتمد على دراسة الكروموسومات في الخلية النباتية والاستفادة من التباينات الكروموسومية و إحداث أو زيادة التباين الوراثي ودراسة القرابة الوراثية بين الأصناف ؛ ولا يخفى ما لذلك من أهمية في تحسين الصفات المختلفة للمحاصيل .
كما تم إعادة هيكلة القسم اعتبارا من  عام 1999  ليكون قسم معاون لبرامج التربية حيث يقوم بحل المشاكل التي تواجه تربية المحاصيل بالطرق التكنولوجية وبمساعدة البيولوجيا الجزيئية بالاضافة للدراسات السيتولوجية والهستولوجية .
وما هي أنشطة القسم ؟ 
تشمل أنشطة القسم أربعة مجالات رئيسية تتمثل أولها في السيتولوجى (دراسة الخلية) ويتناول دراسة التركيب الكروموسومى للمحاصيل المختلفة وذلك أثناء كل من الانقسام الميوزى (في الخلايا الجنسية) والانقسام الميتوزى (في الخلايا الجسمية) .
 وتهدف دراسة الخلية في إمكانية تحقيق الإستفادة من الهجن الجنسية والنوعية مع الأصول البرية للمحاصيل المختلفة لتحسين صفاتها في المقاومة لأنواع الإجهاد المختلفة (إجهاد حيوي وغير حيوي)، والتعرف على أنواع الشذوذ الكروموسومى المختلفة التي قد تسبب العقم ومحاولة علاج ذلك، كما يجب فحص التراكيب الوراثية الناتجة من مزارع المتوك المأخوذة من الجيل الأول سيتولوجيا للتأكد من اعدادها الكروموسومية الأحادية قبل عمل التضاعف الكروموسومى لها .

البحث العلمي جوهر تقدم الأمم .. وميزانيته لا تكفي وتحتاج إعادة النظر

أما ثاني أنشطة القسم يتمثل في زراعة الأنسجة ؛ والذي يركز  على الاستفادة من التباينات الجسمية فى إنتاج تراكيب وراثية تكون أكثر قدرة على تحمل الاجهاد الحيوى (مقاومة الأمراض والحشرات…..الخ) والإجهاد غير الحيوى  ( الجفاف- الملوحة- الحرارة…..الخ) و كذلك زراعة المتوك  المأحوذة من نباتات الجيل الأول بعد عمل تهجين لتجميع الصفات المرغوبة لانتاج نباتات أحادية يتم تضاعفها وإنتاج سلالات نقية تحمل كل الصفات المرغوبة فى زمن أقل بكثير من طرق التربية التقليدية والتى تحتاج لحوالى عشرة سنوات للحصول على نفس النتيجة.
بينما ينحصر المجال الثالث في الوراثة الجزيئية ؛ والذي يهدف لإيجاد معلمات على مستوى أى من البروتين أو المشابهات الأنزيمية أو الدنا (الحمض النووى الديزوكسى ريبوزى) ؛ لدراسة القرابة الوراثية بين الأصناف وبالتالى ضمان النتائج المتوقعة من التهجينات فى المحاصيل المختلفة ، وكذلك عمل تعديلات جينية وعزل جينات مرغوبة من نباتات ونقلها الي نباتات اخري او نقل معكوسها لتثبيط صفة معينة.
وأخيراً يأتي  الهستولوجى (التشريح وعمل القطاعات فى اجزاء النباتات المختلفة)  لدراسة التغيرات المورفولوجية على مستوى الخلايا نتيجة لاستحداث طفرات أو للتعرف على إختلافات فى القطاعات المختلفة والتى قد تكون السبب فى تحمل أى من الضغوط الحيوية وغير الحيوية  .
كيف يمكن لطرق تربية وتحسين النباتات أن تواجه الحاجة المتزايدة للغذاء ؟ 
نجحت طرق تربية وتحسين النبات في ايجاد العديد من الأصناف الزراعية ذات الإنتاجية العالية ، ولكن مع الزيادة السكانية الكبيرة في العالم ومصر أستعدت ضرورة ايجاد طرق ووسائل جديدة في تربية وتحسين النباتات لتلبية الحاجة المتزايدة للغذاء .
وما اهم تلك الطرق الحديثة ؟ 
تعد التكنولوجيا الحيوية ( البيوتكنولوجي ) من أكثر التقنيات نموا في الوقت الحالي ، وتطور سريعا للهندسة الوراثية ؛ كما تهدف إيجاد وتطوير واستعمال تقنيات بيولوجية وجزيئية متعددة لإحداث تغييرات وراثية مرغوبة في الكائنات الحية ؛ معتمده علي المنهج العلمي لاختبار فرضية نظرية بطرق البيولوجيا ، كما أصبحت التقنيات الحيوية ذات تأثير كبير علي جميع مناحي الحياة واحدثت الكثير من الثورات التقنية في عالم الزراعة والصناعة والطب والدواء والغذاء والبيئة وغيرها .
كما أن تطوير سلالات من المحاصيل باستخدام التقنيات الحيوية قادرة علي تحمل الضغوط البيئية القاسية ؛ وبالتالي مضاعفة إنتاجية الفدان وزيادة دخل المزارع والدخل القومي ؛ وهو الأمر الذي يؤدي حتما إلى تشجيع المزارعين والقطاع الخاص  علي استصلاح المزيد من الأراضي  الصحراوية  ذات الملوحة العالية ؛ وبالتالي تقليل إستهلاك المياه وترشيدها   علاوه علي تنقية المياه وإعادة استخدامها مرة آخري ، وقد نجحت هذه التقنيات فعليا في مقاومة المحاصيل للظروف المناخية القاسية كالحرارة والصقيع والملوحة والجفاف ،
كما تتميز هذه التقنيات البحثية بقصر المدة التي تستغرقها لإنتاج نباتات تتميز بالصفات المرغوبة  .
 ولكن لابد من الإشارة انه مازال هناك العديد من التحديات التي تعوق الإستغلال الأمثل لهذه التقنيات ، نظراً لأن ذلك يتطلب التحكم بمجموعات معقدة من المورثات واستخدام اساليب مناسبة لانتخاب نباتات تتحمل الجفاف والملوحة وغيرها من الضغوط .

إدخال الواسمات الجزيئية في برامج التربية يضمن الإستثمار الأمثل في القطاع الزراعي وتحقيق التنمية

هل توجد طرق آخرى ؟ 
بالفعل هناك البيولوجيا الجزيئية ؛ والتي تلعب دوراً حيويا في العديد من التطبيقات الزراعية  كما تعمل تقنية البيولوجيا الجزيئية علي تطوير المحاصيل من اجل مساعدتها علي تحمل ظروف البيئية الصعبة والتغيرات المناخية وتحمل الضغوط الغير حيويه من جفاف وملوحة وارتفاع وانخفاض درجات الحرارة … الخ ، والحيوية من امراض وحشرات …. الخ وكذا ايجاد مصادر طاقة جديدة وتحسين الغذاء والطاقة .
 ونشدد هنا بأن التكنولوجيا الحيوية (البيوتكنولوجي)  والبيولوجيا الجزيئية سر تحسين  وإكثار المحاصيل وأداه هامة للمشروعات القومية.
كما تعد الواسمات الجزيئية أيضاً واحدة من أهم مجالات التقنيات الحيوية استخداما في برامج تربية وتحسين النباتات وكذلك التمييز بين الأصناف الزراعية المختلفة ونظراً للاهمية  الكبيرة لهذه الواسمات والتطوير السريع في مجال البيولوجيا الجزيئية فقد تم استحداث وايجاد العديد من الانواع من واسمات DNA وقد تم تصنيفها الي نوعين اساسيين وفقاً للتقنية المستخدمة في الكشف عنها وهي الواسمات المعتمده علي التهجين الجزيئي والواسمات المعتمده علي تقانة PCR .
ويلاحظ أنه من خلال إيجاد برامج مشتركة يتم فيها الإستعانة بادخال هذه الواسمات في برامج التربية والتحسين الوراثي في مصر يمكن أن تتفتح آفاق إستثمارية كبيرة مع توفير الحماية في حفظ الحقوق ومنع الغش التجاري ؛ وبالتالي ضمان حقيقي للإستثمار الأمثل في القطاع الزراعي ؛  نظرا لأن هذه الأصناف لا غني عنها في تحقيق التنمية الزراعية والمستدامه ،  كما أن إستخدام طرق التعديل الجيني في الهرمونات الرئيسية في النبات والتحكم في مسارات التخليق الحيوي للهرمونات النباتية المنظمة لعمليات النمو والتطور يؤدي الي زيادة الإنتاجية من المحاصيل المختلفة كالذرة علي سبيل المثال .

أشارك كباحث رئيسي في المشروع الدولي بافريقيا CHIAM .. وجاري تسجيل فطر الالترناريا للمرة الأولى عالميا

 ما أهم المشروعات البحثية التي عملت عليها خلال الفترة الماضية؟ 
تمكنت من خلال  أحد أهم أبحاثي التطبيقية الغير نمطية من العمل  علي نبات عباد الشمس، وذلك بإستخدام البيولوجيا الجزيئية وعملية عزل الجينات وانتهيت من التغلب علي اهم التحديات والمشاكل التي يتعرض لها النبات وهي تعرضه  للانكسار بسبب ارتفاعه الزائد وبالفعل نجحت في تقصير طول النبات بالحد الذي يحول دون تعرضه للانهيار والهلاك بسبب الرياح وخلافة ، وهو ما أنعكس فعلياً علي تجنب إهدار وفقد الكثيير من إنتاجية المحصول .
هل هناك مشروع بحثي آخر ؟ 
بالفعل أنتهيت من مشروع  تحت عنوان ”  استباط طفرات مقاومة للأمراض والحشرات الإقتصادية في الفول السوداني ”  ، وقد تشرفت أن أكون الباحث الرئيسي له ، والذي أستمر مده الخمس سنوات ؛ وبالتعاون مع صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية التابع  لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا  ” STDF  ” ؛ حيث تم إستخدام تقنية أشعة جاما وزراعة الأنسجة  ؛ وبالفعل نجحنا في الحصول علي سلالات مقاومة للفطريات المفرزة  للمادة السامة ”  الأفلاتوكسين” ؛ واشير هنا بأن محصولي الفول السوداني والذرة هم أكثر المحاصيل عرضه لهذه النوعية من الفطريات الخطيرة .
وما خطورة فطر الأفلاتوكسين ؟ ومتي  كانت بداية ظهوره  ؟ 
 الأفلاتوكسين هو من السموم الفطرية ، والذي يعد من أخطر السموم على صحة الإنسان والحيوان، وأبرز أنواع هذه النوعية من السموم  هم : الأفلاتوكسين، الفيومونسين، الزيرالونين، والفيوميتوكسين، إلا أن الأفلاتوكسين يعد من أخطرههم على الإطلاق، فهو يوجد في عدد كبير من الأطعمة، ويكفي أن يتعرض الشخص لكمية ضئيلة منه، لا تتعدى أجزاء من المليون، كي تودي إلى وفاته ؛ وذلك وفقاً لما أشارت إليه منظمة الصحة العالمية إلى أن التسمم بالأفلاتوكسين يمكن أن يسبب الموت ، كما أن تعرّض الأطفال له لمدة طويلة يمكن أن يحدث مضاعفات كثيرة تؤدي إلى  التقزم ، ونقص الوزن، وتضرر الجهاز المناعي ، كما  أن تناول جرعات كبيرة منه تصيب الجسم بالتسمم الحاد، وعادة ما يكون ذلك عن طريق إتلاف الكبد.
 وقد ثبت أيضاً أن الأفلاتوكسينات سامة للجينات، أي أنها تضر بالحمض الريبي النووي المنزوع الأوكسجين ، ويمكن أن تسبب السرطان في أنواع الحيوانات ،  كما تتسبب في إحداث الإصابة بسرطان الكبد في البشر.
 ويلاحظ أن سموم الأفلاتوكسين تدخل إلى جسم الإنسان إما بطريقة مباشرة بواسطة الأغذية، وإما بطريقة غير مباشرة من خلال تناول منتجات مصدرها حيوانات سبق لها أن تغذت على أعلاف ملوّثة بالسموم الفطرية .
كما يتم إنتاج سموم الأفلاتوكسين من فطر اسمه ”  أسبيرجلس فلافوس ” ، ينمو ويترعرع على أغذية كثيرة أبرزها الفول السوداني، المكسرات (الفستق والجوز والكاجو واللوز)، الذرة، القمح، الأرز، الشعير، البذور الزيتية، البقوليات، الفواكه الملوثة، التمور، الزعتر، والقهوة.

نجحنا في استنباط أصناف متميزه من الأرز وزهرة الشمس والفول السوداني .. وتغلبنا علي أهم المشاكل بعزل الجينات والبيولوجيا الجزيئية

كما يعد سم الأفلاتوكسين الأكثر شهرة من بين كل السموم الفطرية، وهو وأحد من أكثر المركبات المسببة للسرطان المنتجة من أصل طبيعي.
وقد  أنتشر في عام 1952 ؛ بسبب تسمم ناتج عن إستهلاك ذرة صفراء متعفنة من قبل الخنازير المعدة للتربية في جنوب الولايات المتحدة الأمريكية ، وفي عام 1960، أطلق علية X-Disease (المرض الغامض) الذي أدى الى موت 100،000 من أفراخ طيور الديكة الرومية في إنجلترا.
كما تنتج سموم الأفلاتوكسين من قبل الفطر Aspergillus flavus و A. parasiticus وA.  nomius.  ، كما تظهر أعراض التسمم الناتج عن تناول غذاء ملوث بسموم الأفلاتوكسين بفقدان للشهية والخمول، وضعف العضلات ونزف وتنخر الكبد وأحقان الكلى وسرطان الكبد.
كما أن بداية ظهور هذا الفطر كانت في روسيا خلال الحرب العالمية الثانية والذي تسبب آنذاك في نقص وتسمم كرات الدم البيضاء ؛ وادي إلى أن 10٪ من سكان القرية وماشيتها اللاتي تعرضن لهذا السم ظهرت عليهن أعراض المرض ؛ وأفضت في النهاية بهم إلى الموت .
كما نشير هنا أيضاً أن الإصابة من هذا المرض تنتج بسبب تناول الحبوب المصابة بالفطر Fusarium poae وsporotrichioides,  F ، كما تتضمن الأعراض أيضاً نزيف تحت الجلد ، وإنخفاض في عدد كرات الدم البيضاء وتعطل في عمل الأعضاء الداخلية للجسم .
وخلال الفترة الحالية.. ما أبرز المشروعات البحثية لديكم ؟ 
بعد فضل الله اتشرف بأنني اشارك كباحث الرئيسي لمشروع عالمي تحت عنوان
 ” النظام المتكامل لنبات الشيا والمحار من أجل سلسلة القيمة الغذائية المستدامة في أفريقيا “( CHIAM) .
FOSC ” ERA- NET COFOUND ON FOOD SYSTEM AND CLIMATE ” .
وهذا المشروع تشترك فيه  5 دول حول العالم كينيا (رئيس المشروع) الجزائر،  المغرب، المانيا، المجر .
وبالاشتراك مع  صندوق ERA- NET بشأن النظم الغذائية والنداء المشترك ، وبتمويل من صندوق العلوم والتنمية التكنولوجية STDF لمدة أربعة سنوات من 2021 وحتى 2024 .
وما الهدف من المشروع ؟ 
  يهدف المشروع  إلى إنشاء نظام زراعي متكامل ؛ لإنتاج أغذية وظيفية جديدة واستخدام منتجاتها الثانوية لتغذية الحيوانات وتوليد الطاقة في مصنع الغاز الحيوي ، كما يهدف أيضاً إلى تعزيز الأمن الغذائي والتغذوي في أفريقيا ؛ باعتباره أمر ضروري لتحسين سبل العيش وفرص الحياة للأفراد والأسر التي تفتقر إلى الموارد ، علاوه علي تحسين كفاءة الإنتاج بالنسبة للمزارع الأفريقية ، بالإضافة إلى العمل علي زيادة الإنتاج من اجل تحقيق استدامة نظم الزراعة ؛ وهذا يعني تحديا كبيرا بالنسبة لمحليين المجتمعات الزراعية.
كما  يمكن من خلال المشروع  تطوير العمليات الزراعية القائمة على الكتلة الحيوية في إفريقيا ، بهدف تعزيز الاستدامة والإستفادة من المواد الأولية المتاحة والجديدة لخلق قيمة للمجتمع المحلي وحماية البيئة .
وكيف يتم الربط بين زراعة الشيا وانتاج المشروم المحار ؟
انوه هنا بأن كلا  من بذور الشيا وفطر عيش الغراب أغذية وظيفية توفر فوائد صحية ، فعند تناولها معا يقدما مستويات فعالة كجزء من نظام غذائي متنوع على أساس منتظم ، كما ان لها استخدامات كثيره تتنوع ما بين قيمتها الغذائية ومستحضرات التجميل وغير ذلك
واشير هنا أن خلال المشروع ، سيتم إنتاج  بذور الشيا بواسطة برامج تربية تقليدية و جزيئية لتحسينها ومن ثم تكاثرها ،  كما نقوم بتحضير دراسة للوصول إلى فاعلية ومقبولية إستخدام بذور الشيا مع فطر عيش الغراب لتدعيم المنتجات المحلية وانتاج خبز ومخبوزات تلقي استساغة لدي سكان الدول الإفريقية .
 واوضح هنا بأن من أجل خلق استدامة في زراعتهم ، سيتم تقييم نفايات إنتاج الشيا لاستخدامها كركيزة لإنتاج فطر عيش الغراب وكذلك كعلف للحيوانات ، كما يستهدف المشروع تحسين إنتاج الغاز الحيوي الناتج من الشيا لإنتاج السماد الطبيعي ، كما يمكن من خلال إنشاء نظام متكامل من فطر الشيا وفطر عيش الغراب أن نساهم بشكل كبير في تحسين دائرة مغذيات الكربون و الإستفادة من ” الليجنوسيليوليز ” كمنتجات ثانوية ، والنفايات بطريقة أكثر كفاءة ، وكذلك تحسين التغذية الأسرية والوضع الاقتصادي في القارة السمراء  .
كما يتم الربط أيضاً بين الشيا وعيش الغراب من خلال تحقيق الاستفادة من مخلفات نبات الشيا في انتاج وتنميه المشروم المحار كبديل للارز ، فمخلفات المشروم تتميز عن قش الأرز في قيمتها الغذائية العالية التي يمكن أن تضيفها إلي المشروم .
كما نستهدف أيضاً من خلال المشروع عمل منتجات غذائية ومخبوزات من الشيا علاوة علي المنتجات الغذائية للمشروم والشيا معا .
وأطالب هنا بضرورة الاهتمام بزراعة الشيا ، نظراً لأنه محصول غير معروف محلياً  وغير مسجل ويتم زراعته علي المستوي البحثي فقط رغم أهميتة الغذائية والتجميلية ، كما تقوم مصر باستيراده من الخارح ؛ ولهذا نحاول من خلال هذا المشروع نشر زراعة نبات الشيا وتوطينها تحت الظروف البيئية المصرية ؛ وبالتالي توفير العملة الصعبة للبلاد .

الجنسية المصرية شرف لكل مصري  .. ورفضنا الحصول علي المجرية والدنماركية

هل توجد نتائج بحثية مبشرة للمشروع  في الوقت الحالي ؟
بالفعل نحن في صدد تعريف فطر الالترناريا والذي يصيب نباتات الشيا ويسبب مرض لفحة الأوراق وتسجيلة علي NCBi  (المركز الوطني لمعلومات التقنيات الحيوية ) لاول مرة في العالم .
 ما المعوقات التي تواجة البحث العلمي بشكل عام والتقنيات الحيويه بصفة خاصة في مصر من وجهة نظرك؟ 
بالنسبة لاهم المعوقات التي تواجه البحث العلمي في مصر هو إنخفاض الميزانية المتاحة للبحث العلمي سواء علي مستوي الجامعات أو المراكز البحثية ؛ حيث أصبحت محدوده للغاية وغير كافية وتحتاج  إلى إعادة النظر ، خاصة مع إرتفاع الأسعار وأرتفاع سعر الدولار ؛ وهو الأمر الذي ينتج عنه عملية شراء الأجهزة العلمية باهظة الثمن ، علاوه علي عدم توافر الكيماويات والأدوات التي نحتاجها في إجراء البحوث المعمليه .
كما لا توجد أيضاً صيانة للأجهزة وبالتالي تتعرض جميعها للهلاك مع مرور الوقت ، بالإضافة إلي قلة البعثات العلمية للخارج .
وانوه هنا بأن هذه المعوقات تزداد في الوقت الحالي  علي الرغم من أهمية البحث العلمي بإعتباره جوهر تقدم ورقي الأمم  ؛ لذلك تستلزم الضرورة رفع مستوي البحث العلمي وتطبيقاته ذات العائد المباشر علي خطط التنمية وخدمة المجتمع حتي نستطيع مجاراة العالم الخارجي   .
أما بالنسبة للتقنيات الحيويه فهي رغم إنتشارها في مصر في الوقت الحالي بين المراكز البحثية والجامعات ، وتمتلك باحثين أكفاء ومتميزين إلا أن الصعوبات سالفه الذكر تعترض أيضاً تطورها واستغلالها الإستغلال الأمثل  .
وبالرغم من التكلفة المرتفعة لهذه التقنيات إلا أنه مازال بامكان العلماء في الدول النامية أن يبحثوا عن الأنماط الجينية للنباتات المقاومة للجفاف والملوحة  كما تتحمل الحرارة العالية في الأصول الوراثية التي تتميز بكثرة التنوع الجيني عن طريق فحص عدد كبير من هذه النباتات في إطار البيئة المحددة التي يمكن إستزراع مثل هذه النباتات بها .
كما أن تقنيات التهجين النباتي ، إنقاذ الأجنة ، زراعة المتك ( الأعضاء الذكرية للنبات ) ، إستحداث الطفرات طرق مثالية لإنتاج أنواع جديدة من زهرة الشمس والكانولا والارز والذرة  والقمح الهجين المقاومة للجفاف والضغوط الأخرى .
واود الإشارة هنا أيضاً بأننا نجحنا في التوصل إلى عدة طرق حديثة لإنتاج  سلالات مقاومة للأمراض والجفاف والحشرات من نبات الأرز وزهرة الشمس والفول السوداني باستخدام طرق التربية التقليدية مع الطرق البيوتكنولوجية الحديثة المتمثلة في طرق زراعة الأنسجة والمعلمات الوراثية الجزيئية  .
وماذا عن أهم التحديات التي تواجه المنظومة الزراعية حالياً ؟ 
بدون شك تعد التغيرات المناخية علي رأس التحديات في الوقت الحالي والتي تهدد المحاصيل المختلفة ؛ وهي مشكله تعاني منها دول العالم وليس مصر فقط وتتسبب في إرتفاع درجات الحرارة ونقص المياه وارتفاع نسبة الملوحة .
واشير هنا لكي نتغلب علي هذه المشكله لابد من بذل المزيد من الجهد خاصة فيما يتعلق بكيفية تغيير مواعيد الزراعة وبما يتناسب مع إحتياجات النبات المختلفه من حرارة ومياه وتسميد ومعاملات زراعية ؛  وبالتالي يظهر دور المعمل لدينا في انتاج اصناف وهجن بالطرق الحديثة السريعة لنباتات قادرة علي التكيف مع مثل هذه التغيرات واثارها المختلفه علي النبات .
نود ان نتعرف عن  أسباب اختياركم للحصول علي جائزة المرأة التقديرية في مجال الزراعة والعلوم الغذائية  ؟
أسباب الإختيار تأتي من خلال تقييم لمجمل الأعمال البحثية والعلمية خلال العشر سنوات الأخيرة ؛ بالإضافة إلي مدي المشاركة الفعالة في خدمة وتنمية المجتمع المدني .
وما هي الجوائز والمشاركات العلمية اللاتي حصلتم عليها ؟ 
بداية ..حصلت علي العديد من الجوائز العلمية والعالمية وشهادات التقدير في مقدمتها جائزة ولقب امرأة الإنجازات – المعهد الامريكي للسيرة الذاتية A B I بكارولاينا الشمالية
الولايات المتحدة الأمريكية 2005 ، كما حصلت علي الدبلوم الاحترافي لإعداد قيادات المرأة العربية دوليا وإقليميا يوليو 2020 من الاتحاد الافروأسيوي للقانون الدولي وتسوية المنازعات بالتعاون مع  المركز الدولي لاعداد القادة ، وكذلك حصلت علي افضل بحث – معهد بحوث امراض النبات مركز البحوث الزراعية 2007 بعنوان ” المعلمات الكيموحيوية المرتبطة بالمقاومة لأمراض موت البادرات وعفن الجذور لطفرات الفول السوداني وإنتاجيتها  ”   كما تم حصولي علي شهادتي تقدير أحدهما من قسم علوم الأراضي كلية الزراعة جامعة الزقازيق 2019 ، والآخري من معهد بحوث المحاصيل الحقلية مركز البحوث الزراعية 2018 .
أما فيما يتعلق بالمنح الخارجية تم حصولي علي منحة في دولة المانيا لمدة 13 شهرا 1998 – 1999 قسم بيولوجيا الخلايا الجزيئية في معهد وراثة النباتات وبحوث المحاصيل الحقلية I P K  المانيا ، كما حصلت علي زمالة ما بعد الدكتوراة  في جامعة واشنطن بالولايات المتحدة الأمريكية مركز التكنولوجيا الحيوية 2010 .
وماذا عن النشر الدولي والإشراف علي الرسائل العلمية ؟
تم نشر 74 بحث في في المجلات العلمية العالمية والمحلية المختلفة كما تم نشر فصل في كتاب علمي وجاري نشر 3 فصول في كتب مختلفة كما تم نشر مقالة مرجعية وجاري نشر مقالة مرجعية آخري
كما تم الانتهاء من الإشراف علي عدد 9 رسائل ماجيستير و4 رسائل دكتوراه في مجال الوراثة والبيولوجيا الجزيئية وجاري العمل علي ثلاثة من رسائل الماجيستير واثنين من الدكتوراة .
ما أهم المؤتمرات التي شاركتم فيها ؟ 
أشير هنا بانني شاركت في الكثير من المؤتمرات العالمية والمحلية في مصر وخارج مصر واذكر من بينهم نائب رئيس الجلسة في جلسات الجينوم ، الوراثة الجزيئية ، البيوتكنولجي والفسيولوجي 2016 – 2018 ، وكذلك  نائب رئيس الجلسة في المؤتمر العالمي الأول للأمن الغذائي واستدامة الزراعة 2019 .
هل لديكم رصيد في عضويات الجمعيات العلمية وتحكيم الأبحاث ؟ 
بالفعل أنا عضو بالعديد من الجمعيات العلمية ، وأيضاً محكما بعدة مجلات علمية عالمية ومحلية وكذلك رئيس التحرير المساعد بمجلة ”  SABRAO ” للتربية وعلم الوراثة .
هل توجد مشاركة في العمل الأهلي والتطوعي ؟
بالفعل أشارك في العمل التطوعي والاهلي كأحد الانشطة الخدمية ،وخاصة فيما يتعلق بالخدمات والأنشطة التوعوية الموجهة للمرأة في المجالات المختلفة ، حيث أنني أشغل منصب أمين عام نادي الفرعون الذهبي أحد نوادي ليونز العالمية ؛ والذي من خلاله نتعاون مع العديد من الجمعيات الأهلية لمساعدة المرأه المصريه وتنميتها وتمكينها اقتصادياً ،  كمساعدة المرأة المعيلة في المناطق العشوائية المختلفة كعزبة الهجانة علي سبيل المثال ، كما نساهم أيضاً من خلال العمل الأهلي في تقديم المساعدات للمستشفيات والجمعيات المتخصصة كمستشفي  أبو الريش للأطفال وجمعية الوفاء والأمل للمكفوفات ؛ وغير ذلك من الأعمال التي تساهم بشكل كبير في مد يد العون والمساعدة للمحتاجين لرفع مستواهم وتوفير احتياجاتهم  .
ترددت الأقاويل حول رفضك الحصول علي عدة جنسيات فما صحة ذلك ؟
بالفعل .. أنا وعائلتي رفضنا الحصول علي أكثر من جنسية ؛  أنا من مواليد بودابست بدولة المجر ، وكان لي الحق في الحصول علي الجنسية المجرية ،كما سافرت مع الوالد في المرحلة الإبتدائية إلى الدنمارك أنا وافراد أسرتي حيث كان الوالد منتدبا هناك كخبير للطاقة الذرية الدكتور رضا عزام وقد عرضت الحكومة الدنماركية علينا الحصول علي الجنسية الدنماركية ، ولكن نظرا لانتمائنا لوطننا مصر فقد رفضنا الحصول علي جنسية آخري ؛ فالجنسية المصرية شرف وفخر لكل مصري .
أهم النصائح التي تود توجيهها إلى شباب الباحثين ؟  
9  دائما أقدم النصيحة إلى أبناءنا من الباحثين وذلك بحثهم  علي  ضرورة حب العمل والإخلاص له ، وأن تكون نقطة إنطلاقهم دائما من حيث أنتهي الآخرون حتي يتمكنوا من الوصول الي الهدف وتحقيق النجاح والتنمية المرجوه من البحوث العلمية التطبيقيه ، والمساهمة في رفعة وسمو وطننا الحبيب ؛ وهذه القيم قد نشأت عليها من خلال تعاليم والدي خبير الطاقة النووية والاب الروحي الدكتور محمود حافظ مؤسس علم الحشرات بكلية العلوم جامعة القاهرة ، وخليفة طه حسين في رئاسة المجمع العلمي المصري ومجمع اللغة العربية في آن وأحد والحاصل علي جوائز الدولة وجوائز عالمية  .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى