خلال احتفال الـجامعة العربية والمنظمات المعنية بيوم الزراعة العربي : الذخيري يؤكد أهمية الابتكار في تحقيق التنمية الزراعية والأمن الغذائي
كتبت/ هالة شيحة
أكد الدكتور إبراهيم الذخيري مدير عام المنظمة العربية للتنمية الزراعية على اهمية الابتكار والريادة لتمكين الزراعة في العالم العربي من مواجهة التحديات العالمية والتأقلم معها مثل التغير المناخي والنمو السكاني.
جاء ذلك في كلمة الدخيرى اليوم في الاحتفال بيوم الزراعة العربي للعام 2024 الذي نظمته المنظمة العربية للتنمية الزراعية تحت شعار “نحو زراعة عربية مبتكرة من أجل مستقبل مستدام”.
وقال الذخيري إن اختيار شعار الاحتفال لهذا العام يأتي للتأكيد على أهمية الابتكار في تحقيق التنمية الزراعية والأمن الغذائي وفي تحقيق أهداف التنمية المستدامة وخاصة ما يتعلق منها بالقضاء على الفقر والجوع والاستدامة البيئية، وذلك لما يمثله الابتكار من قوة دافعة لإحداث تحولات إيجابية في النظم الزراعية والغذائية وسلاسل الإمداد ؛ مما سيسهم في القضاء على الجوع والفقر وسهولة الوصول للغذاء وتحقيق الامن الغذائي والتنمية الزراعية المستدامة.
ونبه إلى التحديات التى تزايدت حدتها وتأثيراتها السلبية على الأمن الغذائي العربي خلال العقد المنصرم ومنها جائحة كورونا والتحديات الجيوسياسية مثل الحرب الاوكرانية الروسية ًوالصراعات الدائرة في بعض البلدان العربية والعدوان الغاشم على غزة ولبنان.
وأضاف الذخيري ان ما يزيد على 70% من الإنتاج الزراعي بالدول العربية يأتي من المزارع الصغيرة والمتوسطة فقد ركزت استراتيجية التنمية الزراعية العربية المستدامة 2030 المقرة من القمة العربية بالجزائر في عام 2022 على الابتكار ونقل التكنولوجيا وريادة الأعمال والحفاظ على البيئة والتنوع الحيوي وبناء القدرات، وأبرزت لها أهدافا استراتيجية وبرامج عمل رئيسية وفرعية تهدف الى دعم صغار المزارعين وتنظيمهم وتشجيعهم على تطوير عملياتهم الزراعية من خلال دمج المعارف والممارسات التقليدية بالمعارف العلمية الحديثة والممارسات الزراعية الجيدة والمستدامة وبما يسهم في تطوير النظم الغذائية وزيادة مرونتها وقدرتها على الصمود والتكيف مع المتغيرات المعاصرة.
ومن جانبه اكد مدير إدارة المنظمات والاتحاد العربية بجامعة الدول العربية والمشرف على وحدة التنسيق والمتابعة دكتور رائد الجبوري إن الابتكار قوة دافعة لإحداث تجولات إيجابية في النظم الزراعية وسلاسل الإمداد مما يسهم في القضاء على الجوع .
وأكد أهمية القطاع الزراعي في الدول العربية خاصة في ظل حقيقة أن الزراعة مصدر دخل رئيسي للعديد من الدول العربية..منوها بالدور الحيوي للعديد من الحكومات في تحقيق التحول القائم على الابتكار في الزراعة من خلال سياستهم في تشجيع المزراعين ودعم البنية الزراعية الحديثة ودعم البحوث، ومن خلال الدمج بين المعارف التقليدية والمعارف العلمية الحديثة.
وقال : إنه من خلال الابتكار يمكن للزراعة أن تواجه التحديات الجديد مثل التغيرات المناخية والنمو السكاني..مشيرا إلى أن عقد الأمم المتحدة للزراعة الأسرية ركز بشكل خاص على الابتكار من أجل الوصول لوضع تدابير فعالة لتحقيق التنمية المستدامة.
وأشار إلى أن العالم اعربي يواجه مخاطر التغيرات والتحولات المناخية..موضحا إن قرارات القمم العربية والمجلس الاقتصادي والاجتماعي تؤكد وحود إرادة سياسية عربية لتحقيق الزراعة المستدامة والأمن الغذائي ولكن المتحقق مازال دون مستوى الطموحات.
ومن جهته قال عبدالحكيم الواعر مساعد المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحد (الفاو) والممثل الإقليمي للمنظمة في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا : إن الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان وفلسطين إضافة إلى تأثيراته على حياة البشر، فإنها تضرب أيضاً قطاع الزراعة .. مشيراً إلى أن المسوحات الجوية تكشف أن 70 % من قطاع الزراعة بغزة تم تدميره بالكامل.
واوضح أن التقرير الإقليمي لحالة الأمن الغذائي يشير إلى أن نسبة انتشار الجوع بالمنطقة تصل إلى 30 %..لافتا إلى أن كل المنطقة العربية خارج المسار الصحيح للتنمية المستدامة فيما يتعلق بهدف التخلص من الجوع خاصة أن المنطقة العربية تعتمد بشكل كبير على استيراد الغذاء من الخارج.
وأشار إلى أن النسبة الأكبر من غياب الأمن الغذائي وانتشار الجوع تقع في مناطق النزاعات بالدرجة الأولى والسبب الرئيسي هو انهيار المؤسسات الرسمية، الأمر الذ أصاب قطاع الزراعة بالشلل موضحا إن ثماني دول عربية من أكثر عشر دول جفافاً في العالم، وهناك ندرة في الموارد الضرورية للزراعة مثل الأرض والماء بالمنطقة..مشدداً على أن هذه التحديات يجب أن تدفع لتعزيز الشراكة بين دول المنطقة.
وقال : إن هذه المنطقة هي ربما الأكبر جفافاً في العالم وبالتالي التحديات التي تواجها لا توجد في ممطقة أخرى ، وأكثر حدة، إضافة لتأثير الصراعات مثل الحرب الأوكرانية، وأصبح هناك تركيز كبير على قدرة الدول على الإنتاج الزراعي..مشيرا إلى أن الفاو تدعو لتحول في قطاع زراعة لكي يكون أكثر كفاءة واستدامة وتعزيز الزراعة بشكل ابتكاري..مشدداَ على أن الابتكار أصبح ضرورة في ظل ندرة الموارد الزراعية مع زيادة الطلب على الإنتاج الزراعي
ويصادف يوم الزراعة العربي ، اليوم السابع والعشرين من شهر سبتمبر من كل عام وهو اليوم الذي وافق فيه مجلس الجامعة العربية على إنشاء المنظمة العربية للتنمية الزراعية بموجب قرار مجلس الجامعة مارس 1970م والذي بموجبه باشرت المنظمة عملها من مقرها الرئيس بالخرطوم في عام 1972.