«هات الختم من الدُرج»

بقلم / محمد الجداوي

مع نفاذ رصيد الحياء الاجتماعي، بات الواحد منا يشكك حتى في صحة «اسمه، سنه، عنوانه، وحسابه على الفيسبوك»، وتشغيل خاصية «امنعوا الضحك» مع قرارات بعض المسئولين عن المسئولين هي «الأوبشن» المُتاح حاليًا لتجنُب الجلطات نتيجة التصريحات.
على مقهى «الجالية العربية» ظهر رجل يبدو عليه الوجاهة والبهوية وأنه ذو منصب رفيع، رائحة «برفانه» تعبأ المكان بالكامل، نظارته الشمسية ذات الماركة الغالية الثمن تُغطي ملامح وجه، ولفت الأنظار إليه بشدة، سحب كرسيه وجلس بالقرب من الزبائن، لينتظر الجميع ماذا سيطلب من «القهوجي»؟، ويدور الحوار الآتي:
مواطن: حضرتك مين وبتشتغل إيه؟
مسؤول: أنا مسؤول كبير، ونزلت للشارع عشان أتعرف على هموم الناس ومشاكلهم على أرض الواقع.
مواطن: فين الحراسة والعربيات الفارهة، وليه مشفتكش في التليفزيون قبل كده؟
مسؤول: أنا مواطن في الأول والآخر وكل اللي ذكرته شكليات، وأنا ملقتش حد عارفني قلت انزل للناس اتعرف عليهم أحسن من 100 برنامج تليفزيوني.
مواطن: هنتهز الفرصة واسأل حضرتك بقى: «لو راتبك 1200 جنيه في الشهر ازاي هتدير بيهم بيتك؟».
مسؤول: انت بتحرجني وبتحطني في ورطة، «الله يكون فى عون الناس».
مواطن: طب ازاى نحل مشاكلنا؟
مسؤول: هات شهادة من اتنين موظفين «عندهم ضمير» وكل مشاكلك هتتحل.
مواطن: عارف حضرتك آخر مرة رُحت مصلحة حكومية حصلي إيه؟
مسؤول: الروتين بقى.
مواطن: ياريت مدام سعاد موظفة هناك قالتلي: «هات الختم من الدرج».
مسؤول: وبعدين؟
مواطن: قالتلي: «اختم على قفاك بنفسك».. عشان متقولش إننا مقصرين معاك.
مسؤول: مدام سعاد بتاعت الدور الرابع في مصلحة «فوت علينا بكرة»؟
مواطن: آه حضرتك تعرفها؟
مسؤول: ما أنا الريس بتاعها وبعتتني أخد منك الختم.. عشان نختم به غيرك بكرة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى