المرأة الحديدية

بقلم/ محمود عبد الرحمن

شدني حوار الممثلة جينيفر أنيستون، في المسلسل الأمريكي «The Morning Show» مع ابنتها   “أحيانا لا تستطيع النساء طلب التحكم في الأمور.. لذا عليهن أن ينلنه بأنفسهن.. حسنا؟”   ، وماستغربتش من عقيدتها في تطويع كل شيء حولها ليرضخ لرأيها، وممكن تهد الاستوديو على دماغ الي فيه عشان بس تظهر في الكادر.

لقيت الست حقيقي مخلوق قوي، لكن ليس بذاتها بل بما مُنحَ لها من امتيازات، وبأسلحتها «فالأنثى لا تقنعك بالبراهين والدلائل بل بسلاح الدموع وحده تغير رأيك وتتعاطف معها».

إحنا في زمن مختلف أقرب وصف ليه أنه ملعون، زمن أعاد صياغة العلاقات وترتيب الأفراد بداخل الشبكة الأسرية، وقرَّب فاعليتهم في صوابية صنع القرار.

زمن هدم الصورة الذهنية عن الرجل وسطوة سياطه عما يشذ من عناصر البيت وعبقريته في الاختيارات وعمق رأيه المسلم به، وبنى صورة أخرى مغايرة تماما عن سابقتها، بها الأنثى شرسة إن سفِّهت رأيها، مجنونة لو لم تعترف بها وتسبح بحمد تجربتها!،  بل مطلوب منك أن تحتفل بكل منجز لها «ولو كان جمعية عملتها من وراك بـ250 جنيه» وتبرز ذلك الابتكار الاقتصادي والخطة الاستثمارية الفذة التي لم تخطر لك على بال، ولن تخطر!، تدري ليش؟ لأنك مو أنثى ومو عِندك هالنظارة الكبيرة يالي بتساعد على التخطيط، يا هالذكورى!.

بالأمس كانت تدخل من الباب بعد مشوار السوق الشاق، تضع الخضار برفق على الأرض ومن ثم تشكو من البائعين وغلظة تعاملهم مع النسوة، واليوم تدخل عليك زي «الزومبى» وترمي ما بيدها اليسرى على الأرض، وبيمناها «أذن» البائع المسكين – يا عيني – الذي قطع عقابا له عشان بس قال «انتو الستات عايزين تتنصحوا علينا ومالكومش إلا المطبخ».

يا صديقي، لا تخف من هذا المخلوق الجديد فيسهل ترويضه والحياة معه جنبا بجنب، فالحل في كل ما هو على وزن “تفاعل” الذي يقتضي طرفين، كـ التشارك، التناغم، التفاهم، التحاور، التغافل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى