” خطوه واحده الي الخلف ، حركه واحده عكس اتجاه عقارب الساعه “

بقلم / حذيفه عرفات

ميلان كونديرا الروائي التشيكي الفرنسي يقول ( ستعيش نصف حياه ما دمت تحيا مثل سباح بائس يجدف في الماء الضحل بينما البحر يبدأ حقا حين تكون المياه عميقه )

وعلي ذلك فيجب علينا اعادة هيكلة الحياه والنظر للأمور من منظور اخر والدخول في مفاوضات مع الحياه للحصول علي هدنه , هدنه تعود فيها الحياه خطوه واحدهللخلف وحركه واحده عكس اتجاه عقارب الساعه..

–  لإغلاق الأبواب المتواربه ، وإنهاء بقايا العلاقات أو إعادة بنائها ، للبوح بكل ما يُريح من ألم الكتمان وقسوة الصمت ، للقاءات التي تم تسويفها والنهايات التي تم تأجيلها ، للتصفيق لمن يستحق وتوبيخ من يستحق ولمد يد العون لكل من كان محتاج ، وللصفع بنفس اليد لكل من كان محتال ..

– خطوه واحده للخلف .. لنقاشات  مُطوله عن السيرياليه والساديه والمازوخيه والبرجوازيه والبيروقراطيه والديموقراطيه والديكتاتوريه والرأسماليه والإشتراكيه ولا مانع ان تطرقنا لنقاش \الأوضاع الجنسيه ، ويأخذنا النقاش عمداً إلي الحديث عن صناعة الفن والسينما وعن رجال السياسه ورجال الدوله ورجال الدين ومدّعي التدين ، وعن الفرق بين القائد والمدير والعاشق والمعمي بعشقه وعن الفرق الجوهري بين الكُتّاب والكتبه ..

– خطوه واحده لأُقنع كل من تشبث بي أني لست أهل لذلك ، ولأُثبت لكل من وصمني بالخيانه أني أيضاً لست أهل لذلك ، للخروج من الصراعات المُستميته للبقاء ولتعلُّم كيفية الإعتذار المنمق عن عدم اللقاء ، للتخلص من الكبر المراهق وررفع الرايه البيضاء والإستسلام وقت الحاجه لذلك ، ولتوثيق لحظات الحزن والفرح بالشكل المناسب علي حدٍ سواء ..

– حركه واحده عكس اتجاه عقارب الساعه لاظهار بعض الارهاق بدلا من التحلي بتلك الابتسامه الصفراء وللتخلي عن دور البطوله المزيف ولترك مساحه للدموع وترك العنان للبووح والاقتناع بأنك كأي بشري سيتوجب عليك أحيانا الرضوخ ..

– حركه واحده عكس اتجاه عقارب الساعه تكفي لإحراز لاعبي المفضل الفرصه التي أهدرها ، ولإخبار الرفاق عن مدي أهميتهم ، للحفاظ علي الحب الأول أو علي الاقل الإنتهاء من ذكراه ، للإهتمام بموهبتي ف الكتابه أو لرفع همّتي والتخلّي عن الكسل ، وللعمل علي قتل موهبة البعض في إخماد الحماس ..

– حركه واحده عكس اتجاه عقارب الساعه لإبداء اهتمام واجب للكتب المُهمله علي الأرفف التي يسكنها التُراب ولإبداء نفس الإهتمام لكل من يستحقونه ، خطوه لتغيير مفاهيمي عن الإنطباع الأول والحب الأفلاطوني والجنس الغير معنون والعلاقات الكاجوال ، وخطوه أخري للسماح لذاتي ببعض الراحه الجسديه والنفسيه ..

– خطوه واحده للخلف للاستغناء عن السكريات التي تحولت في الاخير لدهون في جسدي والاستغناء عن النغماس في التفكيير والذي تحول لشعر ابيض في رأسي والاستغناء ايضاعن التسرع في الانطباع الاول والذي تحول لخسائر في حياتي  ..

– خطوه وحيده للبعد عن الحياد المُنهك ، لإختيار احد الصفوف والاندساس فيه والدفاع عنه باستماته ، للتخلص من الوحده والوعي والعقلانيه ، للتصرف كما العادي ، للتلفظ بكل ما يُؤلم  ، للتخلي عن الحيطه والحذر  وللإندفاع بدون تفكير ، لفعل كل ما كنت أُدين فاعليه ، ولفعل كل ماهو سئ بكل أريحيه ..

– خطوه أخيره لتوبه نصوحي ، للإقلاع عن المعاصي وللتحلي بالقناعه وللإقتراب من الصُحبه الصالحه ولإصلاح اصدقاء السوء ،  لمعرفة ان الدين لا يقتصر علي الصلوات الخمس ، ولمعرفة أن الدعاء مخ العبادات وبأنه سهام المسلم ، وللتأكيد علي قول أحدهم أن ” سهام الليل صائبه “.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى