قناة السويس تتحكم في “رفاهية العالم”.. وهذه تفاصيلها
كتب/ أحمد خورشيد
أكدت دراسة أميركية حديثة أن قناة السويس تمثل أهم طريق بحري للتجارة العالمية، مما يمنحها قدرة على التأثير في مستوى الرفاهية العالمية حال حدوث أي تغييرات تؤثر على المرور عبرها.
ووصفت الدراسة التي أصدرتها، المركز الوطني للدراسات الاقتصادية في الولايات المتحدة، قناة السويس بأنها “أهم عقدة في شبكة التجارة العالمية”.
والدراسة التي تناولت بالبحث والتدقيق “محاور التجارة بين مختلف الوجهات في العالم”، أعدها 3 من خبراء الاقتصاد، هم شارات جاناباتي بقسم الاقتصاد في جامعة جورج تاون، ووان فونج يونج بقسم الاقتصاد في جامعة أوريغون وأورين زيف بقسم الاقتصاد في جامعة ميشيغين.
وتحظى دراسات المكتب الوطني للبحوث الاقتصادية، ومن بينها الدراسة الحديثة عن “محاور التجارة العالمية”، بأهمية كبرى في الأوساط الأكاديمية والاقتصادية، كون المكتب يعد أكبر منظمة أبحاث اقتصادية بأميركا، وهو مختص بتقديم ونشر دراسات اقتصادية على أسس علمية.
محورية القناة المصرية
وتقول الخبيرة الاقتصادية ووان فونغ يونغ المشاركة في إعداد الدراسة التي حصل موقع “الجالية” على نسخة منها، إن السبب وراء محورية “قناة السويس في التجارة العالمية” هو موقع مصر الجغرافي باعتباره محوريا ومركزيا للغاية.
وتوضح الخبيرة الاقتصادية أن القناة المصرية التي يبلغ طولها 195كيلومترا تربط المحيط الهندي والبحر المتوسط، ممر حيوي للسفن التي تسعى للسفر بين آسيا وأوروبا دون الحاجة إلى الإبحار حول قارة إفريقيا.
وتشير الدراسة إلى أن قناة السويس تعمل على تقصير طرق النقل لسلاسل التوريد العالمية، وتسمح للسفن بتوفير آلاف الأميال في رحلاتها، ما يجعلها واحدة من أكثر ممرات الشحن تداولا في العالم، فضلا عن أن حوالى 12 بالمئة من حجم التجارة العالمية تمر عبر الممر المائي.
تطوير قناة السويس
ويقول أمين الاتحاد العربي للموانئ البحرية والخبير الملاحي اللواء بحري عصام الدين بدوي إن تزايد معدلات عبور سفن الحاويات العملاقة لقناة السويس بنجاح وأمان، يثبت صحة موقف مصر في أزمة السفينة الجانحة “إيفر غيفن”، وأن جنوحها كان مسؤولية الطاقم وحالة الطقس وليس لعيوب في المجرى الملاحي أو الإرشاد.
وشدد خبير الملاحة البحرية في حديث لموقع “الجالية” على أن كفاءة مصر في إدارة أزمة “إيفر غيفن” هو الرد العملي على أصوات تحدثت عن إيجاد بدائل لقناة السويس، إضافة للتأكيد على أنه لا منافس للقناة المصرية كأقصر طريق بين أوروبا وآسيا وبأقل تكلفة عبور.
ولفت بدوي إلى أن خطط تطوير وتعميق المجري الملاحي، لها دور كبير في العبور الآمن والسهل للسفن العملاقة، ويسهم في تعزيز مأمونية القناة وبالتالي زيادة حركة التجارة العالمية عبرها.
وتتضمن خطة تطوير قناة السويس التي انطلقت في مايو الماضي، إنشاء قناة ازدواجية بمنطقة البحيرات من الكيلو 122 لـ132، والتوسعة من الكيلو 132 لـ162 بطول 40 مترا جهة الشرق، وتعميق من 166 قدم لـ72 قدم.
أهمية القناة عالميا
ولم تغفل الدراسة حادثة جنوح سفينة الحاويات “إيفر غيفن” في مارس الماضي، وتأثيره على حركة التجارة العالمية.
وتقول الدراسة إن توقف حركة المرور في قناة السويس 6 أيام بسبب الجنوح كان له تأثير عالمي كبير، استنادا إلى أن 80 بالمئة من تجارة الحاويات البحرية لا تنتقل مباشرة من نقطة المنشأ إلى وجهتها النهائية.
وتوضح الدراسة أن الشحن العالمي يمر بشكل غير مباشر عبر شبكة من النقاط المركزية “شركات تجارية وموانئ”، في عدة بلدان وممرات بحرية عالمية وأهمها قناة السويس في مصر، التي يمر بها 12 بالمئة من الشحن العالمي.