إدارة الوقت وتوقيت الادارة

بقلم / أحمد القاضي

ان تسارع عجلات الزمن وانقضاء العمر لهو التحدي الاكبر الذي يواجهه اي كائن حي على وجه الارض ، ومنذ بدء الخليقة وحياة الانسان تبدا وتنتهي بموعد ووقت حدده المولى عز وجل لا يعلم مقداره الا هو ، والوقت بالنسبة للإنسان يمثل عُمره، والعمر محدود بالوقت، بدليل قوله تعالى: ]وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ[[فاطر: ١١]، وقوله تعالى: ]فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ[[الأعراف: ٣٤]، ولذلك وجب على الإنسان أن يستثمر هذا العمر بشكل إيجابي يعود عليه وعلى أمته بالنفع في الدنيا والآخرة. وما على الانسان مهما طال عمره او قصر الا ان يسعى من اجل استكمال عمارة الارض.

ومن هنا يتضح دور تنظيم وادارة الوقت فما حياتنا واعمارنا الا دقائق وساعات ولابد من استغلالها من اجل تحقيق احلامنا والوصول لغايتنا.

وقد يمتلك كل منا الكثير من الطموحات، وهي تتباين بين من يريد السعادة والمال ومن يريد الشهرة والنجاح  ومن يتمنى الحب والاولاد الخ، ولن تكون هناك نهاية لرغباتنا، ومع ذلك ، قليل منا يصبح ناجح وسعيد ويستطيع ان يحقق جزء من او كل طموحاته، هؤلاء القلائل هم الذين أدركوا قيمة الوقت فقد استطاعوا استغلال الوقت بشكل امثل ، فأولئك الذين جعلوا الاستخدام الفعال للوقت تحت تصرفهم، حصلوا على أفضل النتائج فيما بعد، أما الذين نسيوا قيمة الوقت، سرقت منهم الحياة واكتشفوا مدى قساوتها عليهم في وقت لاحق .

ويجب أن نضع في اعتبارنا دائما أن الوقت لا ينتظر أحدا كما إن الهدف من إدارة الوقت لا يتحقق بإنجاز الأعمال بالسرعة القصوى، وإنما بأداء الأعمال التي تخدم الوصول للهدف وبشكل إيجابي وفاعل من خلال الإدارة الجيدة للوقت؛ إذ ان تنظيم الوقت بشكل جيد يتيح للفرد إتمام العمل بشكل أسرع ومجهود أقل.

هنالك علاقة وثيقة بين إدارة الوقت وتنظيم الوقت، فإدارة الوقت تعدّ عملية إدارية، والإدارة تشتمل على التخطيط، والتنظيم، والتنفيذ، والمراقبة، والمتابعة. وتنظيم الوقت يعدّ أحد الأجزاء المهمة لإدارة الوقت، والتنظيم الجيد يقلّص الزمن المطلوب للإنتاج، من خلال التفاهم والمحبة والثقة، والتعاون، والتوافق، وتنظيم العمل بين أفراد الجماعة الواحدة، وخلاصة القول: إن تنظيم الوقت هو جزء من إدارة الوقت.

وإدارة الوقت لا تهدف إلى تغيير الوقت أو تعديله أو تطويره ولكن إلى كيفية الإستفادة منه بشكل إيجابي والتقليل من الأوقات الضائعة التي لا تُنتج ولا تحقق فائدة، بالإضافة إلى السعي الحثيث لرفع مستوى الإنتاج خلال فترة زمنية محددة لعمل ما فإدارة الوقت لا تعني أداء الأعمال بسرعة أكبر، بقدر ما تعني إنجاز العمل بصورة صحيحة وفاعلة تخدم الوصول للهدف المنشود.

وغالبا ما تعاني مجتمعاتنا في الدول النامية من افة عدم الاهتمام بالوقت وتنظيمه مما يكون له سئ الاثر على تقدمنا ورقينا فمنا من يحدد موعدا ويتاخر عنه اكثر من ساعة واخر يلغي موعدا قبل المقابلة بدقائق قليلة ناهيك عن تاخر اقلاع طائرات وتغيير موعد قطارات بينما في الدول المتقدمة بامكانك ضبط ساعتك على موعد قدوم المترو. فعلى سبيل المثال يمكنك حجز موعد الطبيب او دورك في البنك من خلال اتصال هاتفي وتذهب لموعدك بالدقيقة دونما انتظار وذلك تقديرا وتثمينا لسعر الدقيقة.

نخلص من ذلك بانه لو إستطاع الفرد ان يهتم بإدارة وقته بالقدر الكافي فبالتأكيد سينعكس ذلك على نجاح المجتمع بأسره وان تمكن الفرد اولا من ادارة وقته جيدا فمن الطبيعي ان يدفعه ذلك للنجاح في ادارة فريق العمل ويتمكن من تحقيق استرتيجيات واهداف الشركة او المؤسسة التي يعمل بها او حتى مشروعه الخاص ، فكل هدف لابد وان يرتبط بوقت محدد لتحقيقه والا اصبح بلا جدوى وبلا قيمة.

يقول الامام الشافعي-رحمه الله- “الفراغ لا يبقى فراغاً أبداً، فلا بدّ له أن يملأ بخير أو شر، ومن لم يُشغل نفسه بالحق، شغلته نفسه في الباطل”

واخيرا نذكر حديث رسول الامة صلوات الله وسلامه عليه ” لَا تَزُولُ قَدمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعِ خِصَالٍ: عَنْ عُمُرُهِ فِيمَا أَفْنَاهُ؟ وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلَاهُ؟ ” صدقت يا رسول الله ..نسال الله العافية

الله من وراء القصد

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى