غادة اسعد تكتب: حقوق قتل امرآة تحت عنوان قضايا الشرف

لقد خلق الله عز وجل الذكر والأنثى متساويين متعادلين في ميزانه لكي يكتمل دورهم على هذه الأرض ضمن جميع المجتمعات ولكي تستمر دورة الحياة البشرية، وبمساندة بعضهم البعض في كافة الظروف بحلوها ومرها. فإذا أردنا التحدث عن حقوق المرأة فنحن نتحدث عن قضية وجود إنساني حيث يندرج الذكر والأنثى تحت عنوان الانسانية. فكيف إذا التعايش دون الحقوق، وإن الحديث عن حقوق المرأة في المجتمعات العربية على وجه الخصوص يأتي بعد ما تجاهلته هذه المجتمعات لقدرة الخالق عز وجل بما أمر به من مساواة.

ولو أن الله تعالى أراد مجتمع ذكوري فقط لفعل ولو أراده أنثوي لفعل. ولكن مسألة الوجود لا تكتمل الا بالاثنين معا. عندما أطلق الله تعالى لقب الذكر ليس لأنه قوام على الأنثى ولا لقب الانثى لأنه يعني الضعف. وإنما ليتم التزاوج بينهما من أجل استمرار النسل البشري على هذا الكوكب فكلاهما يكمل الآخر. ولقد جاء العديد من الحقوق في منظمة حقوق المرأة والتي طرحتها من حيث (العمل، ومحاربة جميع أشكال العنف ،والرعاية الصحية ،والمشاركة في جميع مجالات الحياة ….الخ)

لكن يؤسفني القول: وهو أننا لم نصل إلى هذه القضايا للنظر في حقوقها كامله إلا لأننا تجاهلنا النظر بدايةً في أساس نشوء هذه البذره التي نشأت عليها تربية الأنثى في تلك المجتمعات البدائيه وانطلاقاً من الأسرة إلى المجتمع والبيئه المحيطة والحاضنة لها، وتربيتها على ذلك العقل بأنها مستضعفة وقاصرة لا يحق لها ما يحق للذكر مثل: التعبير عن رأيها أيً كان، والحضور في مجالس الرجال، واختيار الحياه التي تحبها وتريدها بعيداً عن تقاليد وعادات مجتمعية، وحق الميراث، وحق الدفاع عن النفس ضد العنف الأسري.

إن مشكلة حقوق المرأه تكمن في نشأتها منذ ولادتها وتلقينها هذه المفردات التي قد أوصلتها لاحقاً للمطالبة في حقوقها التي أصبحت تشمل جميع نواحي الحياة الاجتماعيه انطلاقاً من البداية حتى النهاية. وبالمقابل لا ننكر أن هنالك ولو بصورة نسبية نساء وصلن إلى حقوقهن في بعض الأمور ويأتي ذلك في رغبتهن بالتغيير والأمر يختلف من أنثى إلى أخرى. وتلعب منظمات حقوق المرأه في مختلف الدول دوراً هاماً في ضمان إنسانيتها وحريتها وحصولها على هذه الحقوق.

وإذا أردت القول عما يكسبه الذكر على حساب الأنثى يكفي أن أسلط الضوء على كلمة واحدة قد تختصر كل المعاني وهي أنه منذ البداية صُرِّح أن يكون هناك مجتمع ذكوري وفيه الأنثى تابعة أنا أقول ليست تابعه إلا لخالقها. ومثال عن تلك التبعية، هي إحدى القضايا التي تثير دهشتي وغضبي قضية الدفاع عن الشرف التي تسود المجتمعات الشرقيه للأسف. أيعقل قتل روح بشريه بكل قسوه وبلا رحمه عندما تختار الفتاه شخصاً أحبته فقط لأنه من طائفة غير طائفتها ودين غير دينها. إذاً ليس هناك دين وليس هناك خالق وإنما هناك فقط غابه وحوش فكيف يتم ذلك لولا جهلكم وغبائكم! عجباً نحارب الإرهاب و هو قد ولد معنا! أقول أنتم أيضا تستحقوا القتل لما اقترفت أيديكم وأدمغتكم لتكونوا عبرةً لغيركم، إن هذه القضيه إحدى الحريات المتعلقة بحقوق المرأه يجب الدفاع عنها وحمايتها، وذلك من خلال تعديل قانون قضايا الدفاع عن الشرف.

لكن أريد أن أذكركم أن شرف وكرامة المرأه ليس في عذريتها أيها الجهله، وإنما الكرامه والشرف هم وجودي كإنسان حر وحر يتمتع بكل حقوقه الانسانيه وإن ذلك لا يتجسد في الجسد.

للأسف لقد رأيت بعض المشاهد لفتاه قُتلت برصاص كما يطلقون النار على أي حيوانٍ بريٍ من دون رحمة ولا إيمان وبكل قلبٍ بارد من قبل أفراد أسرتها وهي من الطلقة الأولى بدأت تُرفرف كطائر يُذبح ليصفى دمه وذويها يقول في رأسها في رأسها دع الطلقه الثانيه في رأسها حتى سكنت روحها وهم ينظرون إليها تلقط أنفاسها الأخيرة وثم وضعوا عليها الغطاء بقول لا الله الا الله لقد ذبحو الذبيحة يتلفظون بكلمه الله وكأنهم يعرفون الله وإن الله سبحانه وتعالى يقبل تصرفهم الإجرامي، فأي أهل فأي جهل فأي عقل أنتم إذا لم ترحمو ا إبنتكم من دمكم وكأنكم لستم بأهلها وكل ذلك لأنها رفضت زواج ابن عمها وأرادت الذهاب مع من تحب وهم يصورون جريمة الشرف التي يدَّعونها بكل فخر إنهم فعلو شيء عظيم من أجل إثبات وجودهم كأهل. إن من يرى هذا الفيديو يشعر بقبح الحياة عندما يكون فيها أشخاص وبشر قبيحة العقل والمنطق والأخلاق فهذا هو فاقد الشرف وليس جسد المرأة٠٠٠٠٠٠٠

قبحكم يرتد عليكم والله عز وجل قدير على كل من تسوله أخلاقه البشعة بارتكاب جريمة مثل هذه الجريمة وللعلم لم أعتقد أن في سورية هكذا جهلة ومتخلفين العقل وإنما اعتقدت هذا الفيديو في أفغانستان حيث ظلم آخر وجهل آخر ضد النساء لكنه في إحدى المدن السورية حيث مازال الإرهاب وغيره٠٠٠٠٠٠٠.

لقد استفزتني هذه القصه المؤلمة ودفعتني للكتابة ليس لإظهار شهامة الأهل المجرمين الجاهلين كما يدَّعون بتصويرهم لجريمتهم. لا لا بل للنظر في إيجاد قانون دولي في سوريه وكل بلد عربي يقتل القاتل ويحمي الأنثى من جرائم مثل هذه وغيرها كما يدَّعون باسم الشرف وأيُ شرف هذا بعد غياب الإيمان والانسانية بكل معانيها. وبتصحيح ذلك المفهوم ينتهي المجتمع من قضية عنوانها حقوق المرأه وتعلن المساواه الربانيه مع احترام الانسان للانسان تنكسر كل هذه القيود، وينهض المجتمع من غفوته طوال هذه العهود، وأتمم قولي ما يحق للرجل يحق للمرأه بين قوسين (الذكر والأنثى)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى