«مين أبوك؟».. حين يتحوّل الاسم إلى قدر والرواية إلى محاكمة مفتوحة للمجتمع

في عمله الروائي الجديد «مين أبوك؟»، يقدّم الكاتب محمود شلبي رواية لا تكتفي بسرد حكاية إنسانية، بل تفتح ملفًا اجتماعيًا مسكوتًا عنه، وتضع القارئ أمام محكمة أخلاقية بلا قاضٍ ولا أحكام جاهزة. الرواية تصدر عن مؤسسة القاهرة اليوم للنشر والتوزيع، ومن المقرر الإعلان عنها رسميًا ضمن فعاليات معرض القاهرة الدولي للكتاب 2026.

سؤال بسيط… ونتائج مدمّرة

ينطلق العمل من سؤال يبدو عاديًا في ظاهره: مين أبوك؟
لكن الرواية تكشف كيف يمكن لهذا السؤال أن يكون سلاحًا اجتماعيًا، يُستخدم لتصنيف البشر، وتحديد قيمتهم، ورسم مستقبلهم قبل أن يخطوا أول خطوة في حياتهم.

لا يتعامل شلبي مع الأبوة بوصفها رابطة دم فقط، بل باعتبارها هوية مفروضة، وقانونًا غير مكتوب، قد يمنح الامتيازات أو يفرض العقاب، دون ذنب حقيقي.

شخصيات تعيش داخل أقفاص غير مرئية

تتشكّل شخصيات الرواية داخل عالم من التناقضات الحادة:
عالم يبدو من الخارج منظمًا بالقوانين، لكنه من الداخل تحكمه الأعراف، والطبقية، والولاءات الخفية. كل شخصية تحمل جرحها الخاص، وتسير في طريق لم تختره، لكنها تُحاسَب عليه كامل الحساب.

الرواية لا تسأل: ماذا فعلوا؟
بل تسأل السؤال الأخطر: أين وُلدوا؟ ولمن نُسبوا؟

لغة قاسية بصدق إنساني

يعتمد الكاتب على لغة مشحونة، مباشرة، تخلو من الزخرفة الزائدة، لكنها غنية بالدلالات. الحوارات قصيرة، ضاغطة، تشبه الاعترافات، بينما المشاهد السردية ترسم واقعًا مألوفًا للقارئ العربي، لكنه غالبًا ما يتجاهل قسوته.

العمل لا يمنح القارئ منطقة راحة، بل يضعه في مواجهة مستمرة مع أفكاره المسبقة عن العدالة، والذنب، والفرص المتكافئة.

رواية ضد الأحكام الجاهزة

«مين أبوك؟» ليست رواية تُدين فردًا بعينه، بل تُدين منظومة كاملة: منظومة تصنع القوانين، ثم تتركها تعمل ضد من لم يشاركوا في كتابتها. هي رواية عن أشخاص يُعاقَبون لا لأنهم أخطأوا، بل لأنهم وُلدوا في المكان الخطأ.

حضور منتظر في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2026

مع صدورها عن مؤسسة القاهرة اليوم للنشر والتوزيع، تبرز «مين أبوك؟» كواحدة من الأعمال المنتظرة في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2026، لما تحمله من جرأة فكرية، وطرح إنساني، وقدرة على إثارة الجدل والنقاش داخل الوسط الثقافي.

«مين أبوك؟»
ليست رواية عن الماضي…
بل عن حاضر نعيشه،
وسؤال نتهرب من إجابته.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى