من يستحق أن نعُطيه الفرُصة الثانية؟

بقلم / ندا الرشيدي

ماذا لو كُنت أعطيت فُرصة ثانية؟؟ سؤال
من منا لم يلوم نفسه علي قرار قد اتخذه في موقف ما أو مع شخص ما؟
هناك دوما مواقف وقرارات في حياتنا نمر بها ونتذكرها وتترك في أنفسنا أثر أو ذكرى جميلة أو بالعكس تصبح ذكري أليمة وهذا يجعلنا نسأل أنفسنا سؤال .. ماذا لو كنا قد أعطينا لأنفسنا فرصة ثانية لإعادة التفكير في أمر ما ؟؟ ، وهنا نبدأ في جلد الذات والشعور بالندم والتفكير وتخيل الأحداث الناتجة عن الفرصة الثانية و تبدأ آثار الكلمة الشهيرة (لو) ويبدأ الوعي البشري في أولي مراحل الاعتراض في عقله الباطن وذلك لان هذه الكلمة كما يقال انها مدخل الشيطان وذلك لانه سيجعل الإنسان يشعر بعدم الرضا عن حياته وبالتالي عدم التسليم لمشيئة الله عز وجل .

ولكن يجب علينا أن نفرق بين الذي يستحق أن يأخذ فرصة أخري وبين الذي لا يستحقها ، فهناك أمور ما أو أشخاص لا يستحقون ابدا ان يتم منحهم هذه الميزة وذلك لأن النتيجة واحدة مهما تعددت المحاولات والفرص التي يتم اعطائها في كل الاحوال فالحياة قصيرة وهي هبه من الله يجب ألا نُضيعها علي تُرهات ليس لها ثمة فائدة.
وهنا يجب أن نتذكر مقولة الكاتب الكبير نجيب محفوظ
” أحيانا .. إعطاء أحدهم فرصة ثانية مثل إعطاءه رصاصة إضافية لأنه لم يصبك في المرة الأولى .”
على الإنسان أن يدرك متي يعطي فرصة أخري ويكرر المحاولة ومتى يتوقف ومثال على ذلك :
• تعدد المحاولات في التجارب العلمية والمعملية هي دور اصيل لكل عالم وذلك للحصول على كشف علمي يخدم الانسانية.
• الطالب الذي يكرر المحاولات في مذاكرة وفهم مسألة ما حتي يستطيع أن يحلها وبالتالي يستطيع أن يجتاز الاختبار بتفوق.
• الفترة الرئاسية الثانية في الدول الاكثر ديموقراطية هي اكبر دليل على تكرار تجربة نجاح المسئول في التجربة الاولى ومن ثم يتم اعطاؤه الفرصة الثانية بكل سعادة.

• الأم والزوجة العربية تكرر داخل مطبخها طريقة عمل صنف او اكثر كي تنال رضاء اسرتها وزوجها.
فالإنسان يجب أن يجتهد ويسعي وراء هدفه يسقط ويقوم مرة اخري حتي يُكمل طريقه للنجاح .
فهنا لا مانع من إعطاء فرص لأنفسنا لتكرار المحاولة أو إعطاء فرصة لشخص ما بالبقاء في حياتنا ولكن بشرط أن نتأكد أنه يستحق تلك الفرصة وان النتيجة ستكون مُرضية الى حد ما وليس العكس وذلك لأنه من الغباء أن نقع في نفس الخطأ عدة مرات ، فيجب علينا أن نتعلم من أخطائنا فليس من العيب أن تخطأ فإنك في الاخر إنسان ومن أخطائنا نكتسب خبرات وتجارب في الحياة تزيدنا حكمة مع مرور الزمن ولكن العيب ألا نتعلم ونكرر نفس الخطأ .
في النهاية الإنسان لا يعلم الغيب ، وذلك لأن الغيب لا يعلمه سوي الله عز وجل ولكنه قد وهب لنا عقل نفكر ونتدبر به وهنا ما علينا سوي ان نجتهد ونتوكل على الله ونتفائل خيرًا.

• يري المتشائم الصعوبة في كل فرصة ، أما المتفائل يري الفرصة في كل صعوبة (تشرشل) .
• يمكنك تحويل الأحداث المؤلمة الي فرصة سعيدة للتعلم او النمو أو مساعدة الاخرين. (أنتوني روبنز).
• الفرصة تمر مر السحاب فانتهزوا فرص الخير (علي بن ابي طالب).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى