مني النمر تكتب: لأعلى سعر … كراسي البرلمان … !!
لكل شيء تسعيرة ، وكل كرسي له ثمن …
في صباح أحد الأيام نتفاجئ بخبر القبض على رئيس حزب لبيعه كرسي البرلمان بملايين الجنيهات لأكثر من مرشح …
خبر حزين و صادم ، حين نجد أن كل شئ يباع و يشترى ، و يعرض في المزاد ، حتى شرف الوطنية و خدمة الناس …
نرى اليوم أحزابا تدار بعقلية التجار لا بعقلية الوطنيين …
صفقات تعقد خلف الأبواب المغلقة ، واتفاقيات ” تحت الترابيزة ” توزع فيها المقاعد وكأنها غنائم ، لا مسؤوليات …
هناك من يشتري المقعد بماله ، ومن يبيع ضميره في المقابل ، ومن يرى الوطن مجرد صفقة مؤقتة يتربح منها ما استطاع ، ثم يرحل تاركا الشعب في مواجهة الفاتورة …
هل يعقل أن يدار مستقبل أمة على طاولة المساومات …؟!!
أن يختار من يمثل الشعب وفقا لما يدفعه ، لا لما يقدمه ؟
أن تصبح الأحزاب منصات للمصالح الخاصة ، لا ساحات لخدمة الوطن ؟
حين تباع الأصوات ، تشترى الكرامة …
وحين يتحول صوت المواطن إلى سلعة ، يفقد الوطن صوته كله …
فكيف تأتمن من باع صوتك اليوم على أمنك غدا ؟
كيف تصدق وعود حزب جعل من المال بوابة كل من أراد العبور ، ومن الوطن سلعة في مزاد سياسي …؟
فيصبح الكرسي مباح حتى لو لم يكن صاحبه مصريا أصيلا ، بل مجنسا أو وافدا …
عندما نرى حزبا كبيرا يرشح على قوائمه من هم من أصول غير مصرية …
فلسطينية ، سورية أو حتى سعودية … نفهم أن كل شيء صار يشترى ويباع …
و تحول الكرسي من وسيلة لخدمة الناس إلى سلعة تعرض لأعلى سعر ، وأصبح الهدف هو جمع المال لا خدمة للوطن و المواطن …
المال فقط صار مقياس القبول ، أما مستقبل البلد وأمنه وكرامة مواطنيه فلم تعد ذات قيمة تذكر …
في زمن صار فيه لكل شيء تسعيرة ، لم يسلم حتى كرسي البرلمان من قانون العرض والطلب …
الكرسي الذي كان يوما رمزا للشرف والخدمة العامة ، صار في بعض الأوساط تذكرة عبور إلى النفوذ ، ومزادا مفتوحا لا يدخله إلا من يملك المال والنفوذ والعلاقات …
أما الكفاءة ، و الإخلاص ، وحب الوطن … فقد أصبحت عملات نادرة لا تتداول إلا في الشعارات …
هذه هي حال كثير من الأحزاب المصرية اليوم …
فاقدة للمصداقية ، مريضة بحمى المصالح ، خالية من الأمانة و الوطنية .
فكيف ، أيها المواطن ، تأتمن هؤلاء على وطنك ومستقبل أولادك …؟!!
لقد كانت تجربة مجلس الشعب الحالي تجربة قاسية بكل ما تحمله الكلمة من معنى …
فقد غاب صوته وقت احتياج الناس ، لم يطالب بحقوق من يمثلهم ، بل باعها بثمن بخس تحت قبة البرلمان مقابل “موافقون … موافقون” …
لم يمارس رقابة على حكومة ، ولا حاسب محتكرا ، وترك المواطن يواجه حرب دروس يومية دون ساتر أو درع يحميه …
ومن لا يتعلم من ماضيه ، لن يستطيع أن يعيش حاضره ، ولن يشفع له البكاء على الحق المهدور …
فلا تلومن إلا نفسك ، أنت من صمت حين وجب الكلام ، وأغمضت عينيك حين لزم الإبصار …
و لتعلم حين لا تكون لاعبا فاعلا ، فاعلم أنك ستصبح أنت اللعبة في يد كل محتال …
السلبية هي التي تضيع الأوطان ، والهروب هو بداية الانهيار …
التاريخ مليء بالشواهد على بلاد تفرق أهلها ، فصارت أشلاء بين أطماع الداخل والخارج …
لا تكن سلبيا ، فهذه حرب تستحق أن تخاض ، لا بالسلاح ، بل بالوعي …
أي مرشح غير مصري على قوائم مجلس الشعب هو تهديد لهوية الوطن ، فاحم وطنك بصوتك ، بوعيك ، بإصرارك على أن يكون الكرسي لمن يستحق …
ولا تقل “أنا مجرد مواطن ، ماذا سيفعل صوتي؟” …
بل ابدأ بنفسك ، لأن كل مواطن حين يبدأ بنفسه ، نصبح جميعا في صف واحد ، على طريق واحد ، لهدف واحد … بناء مستقبل مصر …
أيها المواطن ، لا تترك مستقبلك مرهونا في يد من يرى فيك ورقة انتخابية فقط …
ابحث عن من عاش بين الناس ، عن من يفهم احتياجاتهم ويشعر بأوجاعهم ، لا عن من يطل عليهم من خلف زجاج سيارة فارهة …
أنزل ، شارك ، وأبحث ، وأعط صوتك لمن يستحق …
فالمستقبل لا يشترى ، بل يصنع بأصوات الأحرار …
“اللهم بلغت اللهم فاشهد “…



