مني النمر تكتب: المزايدة على قوة التحمل …!!

في وسط كل هذا النجاح ، والفخر بما وصلت إليه مصر من إثبات قوتها وتأثيرها في العالم ، في إنهاء الصراع في غزة وفرض إرادتها على المجتمع الدولي ، مما رفع الروح المعنوية للمواطن المصري وزاد من إحساسه بالفخر والاعتزاز ، تأتي بعض القرارات التي تبدو غير محسوبة بدقة على الصعيد الداخلي …

قرارات مثل تحريك أسعار المحروقات في توقيت غير مناسب ، مما قد تقلل من عظمة الإنجاز الذي حققته مصر في عين المواطن البسيط ، الذي أقصى أمانيه تلبيه احتياجات بيته و أبنائه بكرامة … مما يؤدي إلى شعور المواطنين بالضغط و الخذلان …
وتزيد من الاحتقان الداخلي …

هذا الاحتقان الذي من الممكن أن يستغل من أولئك الذين يتربصون بمصر ، لتأجيج عدم الثقة بين المواطن وقيادته ، وبالتالي تهديد الاستقرار و الامن الداخلي …
في حين أن ما يزيد من قدرة مصر على النجاح و الثبات ، هى هذه العلاقة المميزة من الثقة والاحترام المتبادل بين القيادة السياسية والمواطن البسيط ، حيث يشعر المواطن بالفخر والانتماء لوطنه ، ويستمد من هذه العلاقة القوة والصبر لتحمل الضغوط اليومية والتحديات الاقتصادية …
هذه الثقة تجعل المواطن يتطلع دائما إلى سيادة الرئيس لإيجاد حلول فعالة لمشاكله ، مع أمل تجديد بعض الوجوه الحكومية بوجوه أكثر قدرة على إدارة الملف الاقتصادي الداخلي بنجاح وفعالية …
حكومة تحمل المصداقية والنية الصادقة في خدمة الناس ، بعد أن أثبتت الأيام أن بعض الوجوه الحالية فقدت ثقة المواطن و أصبحت غير قادرة على تلبية احتياجاته …
وإذا كان المواطن يشعر أحيانا بالخذلان ، فهذا لا يعني فقدان الأمل أو عدم تقدير الإنجازات الكبرى التي تحققت على مستوى الدولة …
بل على العكس ، هذه الإنجازات يجب أن تكون دافعا لتعزيز العمل الداخلي وتحسين الظروف المعيشية ، لتصبح الصورة مكتملة … قوة في الخارج وراحة واستقرار في الداخل …

المواطن المصري يعاني الآن من ضغوط كبيرة نتيجة تحريك أسعار المحروقات بشكل مستمر ، و التي أصبحت عبئا على كل شيء تقريبا … المواصلات ، الطعام ، الخبز ، المصروفات المدرسية ، وكل تفاصيل الحياة اليومية …
هذه الضغوط المتراكمة تجعل المواطن متعبا نفسيا ، وتشعره أحيانا بعدم القدرة على مواجهة التحديات الصغيرة والكبيرة على حد سواء …
فليس من العدل أو المنطق عندما نسمع عن معاناة المواطن المصري ، أن نقارنها بمعاناة مواطنين في بلدان أخرى ، ف لكل تجربة معطيات وتبعيات مختلفة ، ولا أن نبالغ أيضا في تقييم و حجم ما نمر به …

هنا يبرز مفهوم آخر مهم : عدم المزايدة على التحمل …

من هذا المنطلق يجعل من التعاطف والإنصات ، و الأخذ بعين الاعتبار كل ما يعاني منه المواطن ،
و العمل على تحسين معيشته ، أكثر قيمة من أي كلام أو تبريرات …
كل شخص يعيش ضغوطه ، وكل موقف مهما يبدو بسيطا من الخارج قد يكون ثقيلاً على قلبه وروحه …
وهنا يجب أن نتذكر شيئا مهما: لا تلعب على قدرة تحمل المواطن ، وحبه لوطنه ، و عدم استغلال صبره أو المزايدة على تحمله المستمر …
ولا تعتبر صبره بلا حدود …
في النهاية …
يحتاج الناس أن نفهمهم ، نسمعهم ، ونعترف بألمهم …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى