مني النمر تكتب: ربما يحدث قريباً

كم مرة قلناها لأنفسنا ونحن نحاول أن نتمسك ببصيص الأمل ؟
كم مرة رددناها ونحن نغالب التعب ونخفي أوجاعنا بداخلنا ؟
“لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا”
“ربما يحدث قريباً “
ليست مجرد جملة نقولها لنهون بها على أنفسنا ، بل هي نوع من الإيمان ، وعد داخلي بأن ما ننتظره لن يضيع عبثاً ، وأن هناك ترتيباً خفياً أعظم من كل خططنا …
الإنتظار حالة لا تشبه أي شيء آخر …
هو زمن معلق بين الرجاء والخوف ، بين ما نتمنى حدوثه وما نخاف أن نفقده …
فقد ننتظر فرصة تغير مجرى أيامنا …
ننتظر أن تهدأ قلوبنا ، أن تشفى جروحنا ، أن يتبدل الحال …
أحيانا نؤجل فرحتنا حتى ذلك الوقت ، وننسى أن الحياة لا تتوقف على انتظارنا …
أحيانا قد لا يكون الإنتظار دائما وجعا …
أحياناً يكون كدرس صامت ، يعلمنا الصبر ، ويكشف لنا مدى قوتنا …
و في كثير من الأحيان قد يأتي ليعيد تشكيل أرواحنا ، تهيأه لقلوبنا لاستقبال ما طلبناه .
ربما ما تأخر لم يكن عقاباً ، بل إعداداً …
فربما يحدث قريبا ، لكن على طريقته ، و في وقته ، حين نكون جاهزين فعلا لأن نستقبل ما تمنيناه دون أن نفسده بعجلتنا …
الانتظار يرهقنا حين نحاول التحكم في توقيت الله ،
و يريحنا حين نسلم لأمره …
يصبح مرا حين نقيسه بالوقت ،
ويصير جميلا حين نقيسه باليقين …
ليس علينا أن نفهم كل الأسباب ، يكفينا أن نثق أن في الغيب شيئا يجهز لنا بلطف لا نراه …
ربما يحدث قريباً ، حتى وإن بدا كل شيء مستحيلاً …
قد يحدث التغيير في لحظة لا تخطر على بالك ، أو بكلمة لم تتوقعها ، أو شخص يأتي في توقيت يشبه المعجزة …
أحيانا يحدث الله الفرج حين تظن أن كل الأبواب أغلقت ، فقط ليذكرك أن بابه لا يغلق أبدا …
فلننتظر إذن ، لكن بطمأنينة …
لننتظر ونحن نعيش ، لا ونحن نؤجل الحياة …
لننتظر دون شكوى ، دون استعجال ، دون خوف من التأخير …
لأن ما كتب لك ، سيأتيك في موعد لا يتقدم ولا يتأخر …
وكل ما لم يأتك بعد … لم يحن أوانه بعد …
فإن ثقل قلبك من طول الانتظار ،
رددها لنفسك كما يرددها المؤمن حين يشتد عليه الكرب :
فيتذكر …
“ربما يحدث الله بعد ذلك أمراً” …
ولن يخلف الله وعده …